أجله » (١) ، وهذا يوافق ماجاء في التاريخ ، فقد كان ترجّل الامام يوم الفطر ومقتل المتوكل في الرابع من شوال سنة ٢٤٧ هـ.
وتضمنت رواية قطب الدين الراوندي والسيد ابن طاوس الدعاء الطويل الذي سمّـاه الإمام عليهالسلام (دعاء المظلوم على الظالم) قال عليهالسلام في أوله : « لمّا بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوزٍ نتوارثها من آبائنا ، وهي أعزّ من الحصون والسلاح والجنن ، وهو دعاء المظلوم على الظالم ، فدعوت به عليه فأهلكه اللّه ».
والدعاء طويل يكشف عمّا يعانيه الامام عليهالسلام وشيعته من ظلم المتوكل وعدوانه وطغيانه ، وعن عمق إحساسه عليهالسلام بمعاناة الاُمّة من الحيرة والضياع والحدود المعطلة والأحكام المهملة وغيرها من مظاهر التردّي.
وفيما يلي مقطع منه قال عليهالسلام : « ... اللّهم إنّه قد كان في سابق علمك وقضائك ، وماضي حكمك ونافذ مشيئتك في خلقك أجمعين ، سعيدهم وشقيهم ، وفاجرهم وبرّهم ، أن جعلت لفلان بن فلان عليَّ قدرة فظلمني بها ، وبغى عليّ لمكانها ، وتعزّز عليّ بسلطانه الذي خوّلته إياه ، وتجبّر عليّ بعلوّ حاله التي جعلتها له ، وغرّه إملاؤك له ، وأطغاه حلمك عنه ، فقصدني بمكروهٍ عجزتُ عن الصبر عليه ، وتعمدني بشرّ ضعفت على احتماله ، ولم أقدر على الانتصار لضعفي ، والانتصاف منه لذلّي ، فوكلته إليك ، وتوكّلت في أمره عليك ، وتواعدته بعقوبتك ، وحذرته سطوتك ، وخوفته نقمتك ، فظنّ أن حلمك عنه من ضعف ، وحسب أن إملاءك له من عجز ، ولم تنهه واحدة عن اُخرى ، ولا انزجر عن ثانية باُولى ، ولكنه تمادى في غيّه ، وتتابع
__________________
(١) إثبات الوصية : ٢٤٠ ، الخرائج ١ : ٤٠٢ / ٨ ، ونحوه مهج الدعوات : ٣٣٠.