قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ

54/276
*

الفقر وضيق الصدر.

قال اليسع بن حمزة : فدعوت الله بالكلمات التي كتب إلي سيدي بها في صدر النهار ، فوالله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي : أجب الوزير ، فنهضت ودخلت عليه ، فلما بصر بي تبسّم إلي ، وأمر بالحديد ففك عني وبالأغلال فحلّت مني ، وأمر لي بخلعة من فاخر ثيابه ، وأتحفني بطيب ، ثم أدناني وقربني ، وجعل يحدثني ويعتذر إلي ، وردّ علي جميع ما كان استخرجه مني ، وأحسن رفدي ، وردني إلى الناحية التي كنت أتقلدها ، وأضاف إليها الكورة التي تليها » .... الى آخر الحديث وفيه الدعاء المعروف بدعاء الفرج (١).

ونقل المسعودي في تاريخه عند ترجمته لبغا الكبير ما يدل على قتل بعض الموالين لأهل البيت عليهم‌السلام بالقائهم في بركة السباع ، فذكر أن بغا الكبير القائد التركي الذي كان من غلمان المعتصم قد نيف على التسعين سنة ، وقد كان باشر من الحروب ما لم يباشره أحد ، فما أصابته جراحة قط ، وأنه كان ديناً بين الاتراك ، وكان يقول : الأجل جوشن (٢). ولم يكن يلبس على بدنه شيئاً من الحديد ، فعذل في ذلك ، فقال : رأيت في نومي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جماعة من أصحابه فقال لي : يا بغا ، أحسنت إلى رجل من أمتي فدعا لك بدعوات استجيبت له فيك. قال : فقلت : يا رسول الله ، ومن ذلك الرجل؟ قال : الذي خلصته من السباع. الى آخر الخبر وفيه : أن المعتصم أمره أن يلقى ذلك الرجل إلى السباع ، وحينما جاء ليلقيه سمعه يقول : اللهم إنك تعلم ما تكلمت إلا فيك ، ولم أرد بذلك

__________________

(١) مهج الدعوات : ٢٧١.

(٢) الجوشن هنا : الدرع.