وخرج ابن بيهس الكلابي بدمشق في جمع كثير من بطون قيس ، وفي سنة ٢٢٧ خرج رجل من أهل الثغور بالشام يقال له تميم اللخمي أبو حرب المبرقع اليماني ، فخلع الطاعة ودعا إلى نفسه ، واتبعه نحو مائة ألف مقاتل ، واستفحل أمره جداً ، وخرج قوم من البربر ببرقة ومعهم قوم من قريش من بني أسيد بن أبي العيص على عاملهم محمد بن عبدويه بن جبلة (١).
وكانت بطون قيس قد عاثت في طريق الحجاز وقطعوا الطريق حتى تخلف الناس عن الحج ، ونصبوا رجلاً من سليم يقال له عزيزة الخفافي ، وسلموا عليه بالخلافة ، وخرج بنو سليم حول المدينة النبوية فعاثوا في الارض فساداً وأخافوا السبيل ، وقاتلهم أهل المدينة فهزموا أهلها واستحوذوا على ما بين المدينة ومكة من المناهل والقرى ، فوجه الواثق بغا الكبير سنة ٢٣٠ وأمره أن يقتل كل من وجده من الاعراب ، فلقيهم بغا فقاتلوه ، فقتل منهم خلقاً عظيماً ، وصلبهم على الشجر ، وأسر منهم جمعاً غفيراً وحبسهم ، وحمل الباقين في الاغلال (٢).
وفي زمان المتوكل سنة ٢٣٢ هـ عاثت بنو نمير باليمامة فسادا ، فقاتلهم بغا الكبير ، فقتل منهم نيفا وخمسين رجلاً وأسر أربعين رجلاً (٣).
وفي سنة ٢٣٧ هـ خرج أهل أرمينية على عاملهم يوسف بن محمد فقتلوه (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ٢٢٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣٣٢.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ : ٩٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣٠٨.
(٤) الكامل في التاريخ ٦ : ١١١ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣١٥.