دواء معروف. قلت : مولاي فإني لا أعرفه. قال : خذ سنبل وزعفران وقاقلة وعاقر قرحا وخربق أبيض وبنج وفلفل أبيض ـ أجزاء سواء بالسوية ـ وأبرفيون جزءين ، يدق دقاً ناعماً ، وينخل بحريرة ، ويعجن بعسل منزوع الرغوة ، ويسقى منه للسعة الحية والعقرب حبة بماء الحلتيت ، فإنه يبرأ من ساعته. قال : فعالجناه به وسقيناه فبرأ من ساعته ، ونحن نتخذه ونعطيه للناس إلى يومنا هذا » (١).
ولم يتردد الامام الهادي عليهالسلام عن وصف العلاج حتى لألدّ أعدائه ، وهو المتوكل العباسي ، فقد روي بالاسناد عن إبراهيم بن محمد الطاهري أنه قال : « مرض المتوكل من خراج خرج به وأشرف منه على الهلاك ، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة ، فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالاً جليلاً من مالها ، وقال له الفتح بن خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك ، فبعث إليه ووصف له علته ، فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة ، فيداف بماء ورد فيوضع عليه. فلما رجع الرسول فأخبرهم أقبلوا يهزؤون من قوله ، فقال له الفتح : هو والله أعلم بما قال. وأحضر الكسب ، وعمل كما قال ، ووضع عليه ، فغلبه النوم وسكن ، ثم انفتح وخرج منه ما كان فيه وبشرت أمه بعافيته ، فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ، ثم استقلّ من علّته (٢) الى آخر الحديث. وأمثلة هذه العلاجات المروية عنه كثيرة ».
* * *
__________________
(١) طب الأئمة : ٨٨.
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٩٩ / ٤ باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهالسلام من كتاب الحجة ، الارشاد ٢ : ٣٠٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٦٧٦ / ٨.