في الليل ، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة ثم نفذ إلى سرّ من رأى (١).
وامتدت محبة الإمام عليهالسلام وتعظيمه خلال تلك الرحلة إلى حاشية المتوكل وعماله ، فقد تأثّر ابن هرثمة بهيبة الإمام عليهالسلام وعظم في عينه ، فتولّى خدمته بنفسه وأحسن عشرته ، وتلقاه اسحاق بن إبراهيم الطاهري وأوصى به ابن هرثمة ، وحذّر وصيف التركي يحيى قائلاً : واللّه لئن سقط منه شعره لايطالب بها سواك (٢).
وفرض الامام عليهالسلام هيبته حتى على رجال البلاط من وزراء وأولاد خلفاء وغيرهم ، فبلغ من عظيم هيبة الناس له أنه كان إذا دخل على المتوكل لا يبقى أحد في القصر إلا تسابق إلى خدمته في رفع الستائر وفتح الأبواب ، ولا يكلفونه بشيء من ذلك (٣).
وعن سعيد بن سهل البصري الملقب بالملاح ، قال : حدث لبعض أولاد الخلفاء وليمة ، فدعانا مع أبي الحسن عليهالسلام فدخلنا ، فلما رأوه أنصتوا إجلالاً له (٤).
وعن أبي يعقوب ، قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام مع أحمد بن الخصيب يتسايران ، وقد قصّر أبو الحسن عليهالسلام عنه ، فقال له ابن الخصيب : سر جعلت فداك (٥).
ومن رجال السلطة الذين تأثروا بهيبة الامام عليهالسلام سعيد الصغير الحاجب الذي أمره أن يكبس دارالامام عليهالسلام ، فوجده يصلي ، فلما انفتل من صلاته أقبل
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٤.
(٢) تذكرة الخواص : ٣٢٢ ، مروج الذهب ٤ : ٤٢٢ نحوه.
(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٦.
(٤) المناقب / ابن شهرآشوب ٤ : ٤١٤ ، الثاقب في المناقب : ٥٣٧.
(٥) الارشاد ٢ : ٣٠٦.