قال
: ( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ، ولو قال : عليكم ، لم
يجيبوا إلى المباهلة ، وقد علم الله أن نبيه يؤدي عنه رسالاته ، وما هو من
الكاذبين ، فكذلك عرف النبي أنه صادق في ما يقول ، ولكن أحب أن ينصف من نفسه.
وأما
قوله : ( ولو أن ما في الأرض من
شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )
فهو كذلك ، لو أن أشجار الدنيا أقلام والبحر يمده سبعة أبحر وانفجرت الأرض عيوناً
، لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله ، وهي : عين الكبريت ، وعين التمر،
وعين برهوت ، وعين طبرية ، وحمةماسبذان،
وحمة إفريقية ، تدعى لسنان، وعين بحرون،
ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تدرك فضائلنا.
وأما
الجنة فإن فيها من المآكل والمشارب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وأباح
الله ذلك كله لآدم عليهالسلام ، والشجرة التي نهى
الله عنها آدم عليهالسلام وزوجته أن يأكلا منها
شجرة الحسد ، عهد إليهما أن لا ينظرا إلى من فضل الله على خلائقه بعين الحسد ، فنسى
ونظر بعين الحسد ، ولم يجد له عزماً.
__________________