القصيدة ، فجعل المتوكل يبكي بكاءً
طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته ، وبكى معه ندماؤه وهم في نشوة السكر والتكبر والزهو
، ثمّ أمر برفع الشراب .
واهتدى به عليهالسلام
بعض رجال السلطة ومنهم يحيى بن هرثمة الذي كان على رأس الوفد الذي أشخص الامام عليهالسلام من المدينة المنورة الى سامراء ، وقد
كان حشوياً ، ولما رأى كرامات الامام عليهالسلام
وسيرته في بعض مراحل تلك الرحلة ، رمى بنفسه عن دابته ، وعدا إلى الامام عليهالسلام فقبّل ركابه ورجله ، وقال : أنا أشهد
أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنكم خلفاء الله في أرضه ، فتشيع
ولزم خدمة الامام عليهالسلام
إلى أن مضى .
ورجل آخر من رجال الدولة كان ضمن الوفد
الذين أرسلهم المتوكل لاشخاص الامام عليهالسلام
من المدينة الى سامراء ، وهو أبو العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد ، تأثر بهدي
الامام عليهالسلام7 حينما شاهد
احدى معاجزه في الطريق الى العراق وسمع كلامه ، ولم يكن في شيء من هذا الأمر ، وكان
يعيب على أخيه وعلى أهل هذا القول عيباً شديداً بالذمّ والشتم ، ولما شاهد بعض
كرامات الامام الهادي عليهالسلام
أثناء الطريق تعجب من ذلك ، ورفع يديه إلى السماء ، فسأل الله الثبات على المحبة
والايمان والمعرفة ، قال : لقد كنت شاكاً وأصبحت وأنا عند
__________________