أحرقهم بالنار (١).
كان شيخ المضيرة أبو هريرة الدوسي ذليل الجانب محطم الكيان نشأ في صباه ، وهو عاشق للهرة ، مولع بحبها حتى لقب بها (٢) قضى شطرا من حياته وهو بائس فقير معدم يعيش على التسول فان لم يجده كان خادما فى البيوت يستأجر نفسه لشبع بطنه (٣) راضيا بهذه الضعة والهوان ، ولما انبثق نور الإسلام دخل فيمن دخل في الإسلام فكان على وضعه الأول من الفقر والبؤس وقد أدرج نفسه بفقراء الصفة (٤) يعيش بفضلات البيوت وصدقات المسلمين ، وقد وصف فقره وسوء حاله فقال : « كنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة » (٥) وكان يتصل برسول الله (ص) ليشبع بطنه ويسد خلته (٦) وهكذا بقى على هذا الحال المرير حفنة من السنين وهو جائع عريان لا مأوى له ولا مال فلما انتهى أمر الخلافة إلى عمر تفضل عليه
__________________
(١) ابن أبي الحديد ١ / ١٢٠.
(٢) المعارف ١ / ٩٣ وجاء فيه أن أبا هريرة كان يقول : ( وكنيت بأبي هرة بهرة صغيرة كنت العب بها ) ولغرامه بالهرة وهيامه بحبها حدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ان امرأة دخلت النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ) ذكره البخاري فى صحيحه ٢ / ١٤٩.
(٣) الإصابة ٤ / ٢٠٧ وذكره أبو نعيم في الحلية وابن سعد في الطبقات.
(٤) الصفة : موضع مظلل من مسجد النبيّ (ص) كان أضياف الاسلام يبيتون بها ، ذكر ذلك الفيروزآبادي في ( القاموس ) في مادة الصف.
(٥) صحيح البخاري ٢ / ١.
(٦) الإصابة ٤ / ٢٠٤.