محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ ... بعد أن أرّخ موته : كان مستقيم الأمر عامة دهره ، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه : إنّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.
وفي خبر آخر في قوله تعالى : ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ ) ـ عمر ـ ( وَمَنْ قَبْلَهُ ) ـ أبو بكر ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ ) (١) عائشة وحفصة ، فوافقته على ذلك ، ثم إنّه حين أذّن الناس بهذا الأذان المحدث وضع حديثاً متنه : « تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضي آل محمد » ، ووافقته عليه.
وجاءني ابن سعيد في أمر هذا الحديث فسألني ، فكبر عليه ، وأكثر الذكر له بكل قبيح ، وتركت حديثه ، وأخرجت عن يدي ما كتبته عنه ، ويحتجون به في الأذان ، زعم أنّه سمع موسى بن هارون عن الحماني ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة قال : كنت غلاماً ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : اجعل في آخر أذانك حيّ على خير العمل (٢).
وهذا حدّثنا به جماعة عن الحضرمي عن يحيى الحماني ، وإنّما هو : اجعل في آخر أذانك : الصلاة خير من النوم. تركته ولم أحضر جنازته.
أقول : أتعلم أيّها القارئ الكريم من هو ابن أبي دارم الذي تحامل عليه الذهبي ؟ إنّه هو الذي ذكره في سير أعلام النبلاء فقال عنه :
ابن أبي دارم ، الإمام الحافظ الفاضل ، أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى بن السري ابن أبي دارم ، التميمي الكوفي الشيعي ، محدّث الكوفة.
_____________________
١ ـ الحاقة : ٩.
٢ ـ راجع رسالتنا ( حي على خير العمل ) مسائل شرعية بين السنّة والبدعية ط دار الهادي بيروت سنة ١٤٢٣ هـ ، تجد أن الأذان بها شرعية لأنّه كان بأمر النبي صلىاللهعليهوسلم ، والأذان بالصلاة خير من النوم بدعيّة لأنّه كان بأمر عمر.