عليك ، فقالت : أتحب أن آذن له ؟ ـ قلت : والقائل الذهبي : عملت السنة رضياللهعنها ، فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره ـ ، قال : فأذنت له ، فدخل عليها يترضاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ، ومرضاتكم أهل البيت ، قال : ثم ترضاها حتى رضيت.
وقد كرر ذكر الخبر مرّة اُخرى بأخصر من ذلك وبنفس السند عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي (١).
وإسماعيل هذا أطروه كثيراً ووثقوه لأنه كان صاحب سنّة ، ومع ذلك كان أميّاً حافظاً ثقة ، وأغرب من ذلك قول هيثم فيه : كان إسماعيل فحش اللحن ، كان يقول : حدّثني فلان عن أبوه ( ! ) ، وهو مع ذلك الإطراء في التوثيق قال يحيى بن سعيد : مرسلات ابن أبي خالد ليست بشيء.
أقول : وهذا الذي ذكره الذهبي عنه من زعمه : « ثم ترضاها حتى رضيت » من المرسلات ، لأنّ الشعبي لم يكن حاضراً يومئذٍ بالمدينة ، ولا هو ممن أدرك عيادة أبي بكر لفاطمة ( فترضاها حتى رضيت ) فالخبر من المرسلات ، ومرسلات ابن أبي خالد ليست بشيء كما قال يحيى بن سعيد ، مضافاً إلى نُصب الشعبي وكذبه ، راجع بشأنه كتاب ( علي إمام البررة ) (٢).
النص الرابع : ذكر في ميزان الاعتدال (٣) ترجمة أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن ابن أبي دارم فقال : أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب ، مات في أول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ... روى عنه الحاكم وقال : رافضي غير ثقة ، وقال
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٣ : ٤٣١.
٢ ـ علي إمام البررة ٢ : ٣٢٣ ـ ٣٣٤.
٣ ـ ميزان الاعتدال ١ : ١٣٩.