سفيان من بني أمية ، وأمير المؤمنين علي ـ كرّم الله وجهه ـ كان مشغولاً بما أمره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من تجهيزه ودفنه وملازمة قبره ، من غير منازعة ولا مدافعة.
فأول ما فيه زعمه من انثيال الناس على أبي بكر وبايعوه عن رغبة ، بينما مرّ بنا في أقوال عمر وتخلف الأنصار عنهم ، وتخلف جماعة من المهاجرين ، وأخذ الناس إلى البيعة بالرهبة ، وقد احتجزوا بالأزر الصنعانية وبأيديهم عسيب النخل يخبطون الناس إلى البيعة.
ثانياً ما ذكره عن الذين لم يبايعوا وهم جماعة من بني هاشم ، بينما الصحيح كل بني هاشم وليس بعضهم ، كما هو معنى ( من ) التبعيضية ، وأما أبو سفيان فلم يكن حاضراً يومئذٍ ، وإنّما اتى بعد ذلك ، وقد مرّ بعض خبره وكيف رشوه بما جاء به من مال في سعايته ، وولّوا ابنه يزيد على الشام ، فوالاهم.
وأما قوله في أمير المؤمنين علي عليهالسلام فصحيح لا غبار عليه ، إلّا أنّه لم يذكر هل بايع أبا بكر بعد ذلك أم لا ؟ وهذا ما راوغ فيه الشهرستاني أيضاً.
وقد حكى عن النظام عدة مسائل ، قال : انّه انفرد عن أصحابه ـ المعتزلة ـ بمسائل ... ، الحادية عشر : ميله إلى الرفض ووقيعته في كبار الصحابة ، قال أولاً : لا إمامة إلّا بالنص والتعيين ظاهراً مكشوفاً ، وقد نص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على علي ـ كرّم الله وجهه ـ في مواضع ، وأظهره إظهاراً لم يشتبه على الجماعة ، إلّا أنّ عمر كتم ذلك وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة ، ونسبه إلى الشك يوم الحديبية في سؤاله عن الرسول عليهالسلام حين قال : ألسنا على الحق ؟ أليسوا على الباطل ؟ قال : نعم ، قال عمر : فلم نعطي الدنية في ديننا ؟ قال : هذا شك في الدين ووجدان خرج في النفس مما قضى وحكم ، وزاد في الفرية فقال : انّ عمر ضرب بطن فاطمة عليهاالسلام يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوا الدار بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين ... (١).
_____________________
١
ـ الملل والنحل ١ : ٧٧ ، وهذا الذي ذكره الشهرستاني عن النظام وتحامل عليه في نقله
وأنه افتراء =