الضحاك الشاري بالكوفه ، فحكم وتسمى بإمرة المؤمنين : ودعا الناس الى نفسه ، فأتاه مؤمن الطاق ، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه ، فقال لهم : جاع! قال : فأتى به صاحبهم ، فقال لهم مؤمن الطاق : أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف
______________________________________________________
قوله : الضحاك الشارى
الشاري واحد الشراة ـ بضم المعجمة وتخفيف الراء ـ وهم الخوارج لعنهم الله تعالى ، سموا بذلك لقولهم : انا شرينا أنفسنا في طاعة الله ، أي بعناها بالجنة.
عنوا بذلك قتل أنفسهم بكفرهم وبغيهم وخروجهم على أمير المؤمنين عليهالسلام وعتوهم في المقاتلة ، فتسميتهم بهذا الاسم من باب التهكم ، كما في ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) (١) ثبتنا الله تعالى على جادة الحق في صراط المستقيم.
قوله : فحكم
بالتخفيف من الحكومة.
قوله : فقال لهم جاع (٢)
بالجيم والعين المهملة المشددة وربما يخفف.
وفي طائفة من النسخ « جاخ » بتشديد الخاء المعجمة مكان العين ، وقد يخفف والجعجعة بالقوم الصياح بهم والتضيق عليهم.
في القاموس : جع فلانا رماه بالطين ، والجعجاع معركة الحرب ومناخ سوء لا يقر فيه صاحبه والفحل الشديد الرغاء ، والجعجعة صوت الرحى ونحر الجزور وأصوات الجمال اذا اجتمعت ، وتحريك الابل للإناخة ، أو للنهوض والقعود على غير طمأنينة ، وأسمع جعجعة ولا أرى طحنا يضرب للجبان يوعد ولا يوقع ، وللبخيل يعد ولا ينجز ، وتجعجع ضرب بنفسه الارض من وجع (٣).
__________________
(١) سورة آل عمران : ٢١ وسورة التوبة : ٣٤ وسورة الانشقاق : ٢٤.
(٢) وفي المطبوع من الرجال : جانح
(٣) القاموس : ٣ / ١٣