بعدوِّه فلم يمكنه.
( اللّيلُ أَعْوَرُ ) (١) أَي لا يُبْصر فيه ، وصَفُوهُ بالعَوَرِ كما وَصَفوا النَّهارَ بالبَصرِ فقالوا : نهارٌ مُبْصَر.
( دَعْ العَوْرَاءَ تَخْطَأْكَ ) (٢) أَي اترك الكلمةَ الشَّنعاءَ أَو الخصلةَ القبيحةَ تتجاوزك. قيل : هذا أَحكم مثل ضربتهُ العربُ.
( عَوْرَاءُ جَاءَت والنَّدَى مُقْفِر ) (٣) أَي كلمةٌ فاحشةٌ قيلَت والمجلس خالٍ. يضربُ لمَن يُؤْذِي جليسَهُ من غيرِ استحقاقٍ.
( كُلُّ بَدَلٍ أَعْوَر ) (٤) قال الميدانيّ : قيل : إِنَّ يزيد بن المُهَلَّب لمَّا صُرِفَ عن خُراسَان بقُتَيْبَةَ بنِ مُسْلمٍ الباهليّ ، وكان شحيحاً أَعور قال النَّاس : هذا بَدَلٌ أَعْوَرُ ، فصارَ مثلاً لكلِّ ما لا يُرتَضَى بدلاً من الذَّاهبِ. انتهى (٥).
قلتُ : وهذا لا يجوز أَن يكون مورد المثل لأَنَّه وقع في حديث أُمّ زرعٍ : ( فاستبدلت به ، وكُلّ بدل أَعور ) (٦) وهو يدلُّ على أَنَّه مثلٌ قديمٌ تمثَّلت به أُمّ زرع ، وقالوا : وهو مثل يُضرَبُ للمذمومِ بعد المحمودِ.
( ما أَدرِي أَيّ الجَرَادِ عَارَهُ ) (٧) أَي أَيّ النَّاس أَخذهُ أَو ذَهَبَ بِهِ ، ولا يستعمل إلاَّ في الجَحدِ. قيل : لا مستقبل لهُ. وقيل : مستقبلهُ يَعُورَهُ. وقيل : يَعِيرَهُ.
قال ابن جني : كأَنَّهم لم يَكادُوا يَستَعْمِلونَ مُضَارع هذا الفِعْل لمَّا كان مَثَلاً جَارياً في الأمرِ المقتضىِّ الفائت وإذا كان كذلك فلا وَجْهَ لذِكْرِ المُضارِع ههنا لأَنَّه ليس بمقتضى (٨).
__________________
(١) مجمع الأمثال ٢ : ١٨٣ / ٣٢٧٣.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٠ / ١٤٢٦.
(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٤٠ / ٢٥٨٠.
(٤) جمهرة الأمثال ١ : ٢٢٩ / ٢٩٦ والمستقصى ٢ : ٧ / ١٦ وفيه : « بدلٌ أعور » بدون كلّ.
(٥) مجمع الأمثال ١ : ٩٠ / ٤٣٣.
(٦) النّهاية ٣ : ٣٨٩.
(٧) انظر مجمع الأمثال ٢ : ١٣ و ٢٢٦.
(٨) الخصائص ١ : ٣٩٤.