وزَجْرُ الطَّيرِ : عِيَافَتُهَا ؛ وأصلُهُ أَنْ يرمي الطّائرَ بحصاةٍ أَو يصيحَ بِهِ ، فإنْ وَلاّهُ في طَيَرَانِهِ ميامِنَهُ تَفَاءَلَ بِهِ ، وإن ولاّهُ مياسِرَهُ تطيَّرَ منهُ ؛ قالَ (١) :
لَعَمْرُكَ مَا
تَدْرِي الطَّوارِقُ بالحَصَى |
|
وَلَا
زَاجِرَاتُ الطَّيرِ مَا اللهُ صَانِعُ |
وزَجَرَ الكَاهِنُ أَنَّهُ يكونُ كذا : حكَمَ بهِ عَنْ كَهَانَةٍ ..
والكَلْبَ ، وَبِهِ : طرَدَهُ وخَسَّأَهُ ..
ودَابَّتَهُ : ساقَهَا وحثَّها على السَّير ، ومنه : زَجَرِتِ الرّيحُ السَّحَابَ ..
والنّاقةُ بما في بَطْنِها : أَلْقَتْهُ.
والزَّجُورُ مِنَ النُّوقِ : العَلُوقُ ، والَّتي لا تَدِرُّ حتّى تُزْجَرَ ، والَّتي تَعرِفُ بعينِها وتُنكِرُ بأَنْفِهَا.
وحَربٌ زَجُورٌ : زَبُونٌ.
وبَعِيرٌ أَزْجَرُ : في فَقَارِهِ انخِزَالٌ منْ دَاءٍ أَو دَبَرٍ.
وهُوَ مِنِّي مَزْجَرُ الكَلْبِ ـ كمَقْعَدٍ ، بفتحِ الرّاءِ وضَمِّها ـ أَي مُبْعَدٌ مُهَانٌ.
وكَفَى بالقُرآنِ زَاجِراً : وَاعِظاً.
وفُلانٌ لا تُنَبِّهُهُ الزَّوَاجِرُ ، أَي المواعِظُ.
وذِكْرُ اللهِ مَزْجَرَةٌ للشَّيطانِ ، أَي مَدْحَرَةٌ ومَطْرَدَةٌ لَهُ.
وازْدَجَرَتْهُ الجِنُّ : تَخَبَّطَتْهُ وذهَبَتْ بلُبِّهِ وطارَتْ بقَلبِهِ ؛ كأَنَّها صَاحَتْ عليهِ فرِيعَ لهَا حَتّى جُنَّ.
الكتاب
( فَالزَّاجِراتِ زَجْراً ) (٢) المَلائكَةِ الموكَّلةِ بالسَّحابِ تَزْجُرُها وتَسُوقُها ، أَو بالخلائقِ تزجُرُها عن المعاصي بالخواطِرِ والإلهاماتِ أَو بِدَفْعِ تعرُّضِ الشَّياطينِ لهُم ، أَو هي زواجِرُ القرآنِ وآياتُهُ النّاهيةُ عن القبائحِ ، أَو الجَماعَاتِ الزَّاجِرِينَ أَنفُسَهُم عن الشَّهوات ، أَو نُفُوس العُلماء الزّاجِراتِ عن الشُّبُهَات والشَّهَواتِ بالمواعِظِ والنَّصَائحِ ، أَو نُفوسِ المُجاهدِينَ الزَّاجرِينَ لخَيْلِهِم المُذَمِّرِينَ لأَصْحَابِهِمْ.
__________________
(١) وهو لبيد بن ربيعة ، ديوانه : ٨١ ، وفيه : الضّوارب بدل : الطّوارق.
(٢) الصّافات : ٢.