( إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ فَتَشْكَرُ شَكَراً مِنْ لُحُومِهِمْ ) (١) أَي تَمْتَلِئُ ؛ من شَكَرَتِ الإِبِلُ شَكَراً ـ كفَرِحَتْ فَرَحاً ـ إذا امتَلأَتْ ضُرُوعُها لَبَناً من الرَّبيعِ.
( لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وَهَدَرْتَ سَقْباً ) (٢) أَرادَ بِالشَّكِيرِ فَرْخَ الطَّائِر قَبلَ النُّهُوضِ ، والسَّقْبُ وَلَدُ النَّاقَةِ لا يَهْدِرُ حَتَّى يَسْتَفْحِلَ ، والمَعْنى : أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِكَلامٍ يَصْغُرُ قَدْرُكَ عَنْهُ كَمَا أنَ الشَّكِيرَ لَيْسَ مِنْ شَأنِهِ أَن يَطيرَ والسَّقْبَ لَيْسَ من شَأْنِهِ الهَدِيرُ.
( نَعَمْ ، وشَكِيرٌ كَثِيرٌ ) (٣) يُريدُ الأَحدَاثَ ، وَأصْلُهُ الوَرَقُ الصِّغارُ الَّتي تَنْبُتُ في أُصُولِ الكِبارِ.
المصطَلح
الشُّكْرُ العُرْفيُّ : هو صَرْفُ العَبْدِ جَميعَ ما أَنعَمَ اللهُ بِهِ عليهِ مِنَ السَّمْعِ والبَصَرِ وَغَيْرِهُما إِلى ما خَلَقَهُ لأَجلِهِ ، فَبَيْنَ الشُّكْرِ اللُّغَوِيِّ والشُّكْرِ العُرْفيِّ عُمومٌ وخُصُوصٌ مُطْلقَاً.
شمر
شَمَرَ ثَوْبَهُ شَمْراً ـ كنَصَرَ ـ وشَمَّرَهُ تَشْمِيراً : رَفَعَهُ ..
وعَنْ سَاقِهِ وَسَاعِدِهِ : رَفَعَ ذَيْلَهُ وَكُمَّهُ عَنْهُ.
وتَشَمَّرَ لِلعَمَلِ : شَمَّرَ لَهُ أَذيالَهُ.
ولِثَةٌ شامِرَةٌ ، ومُتَشَمِّرَةٌ : لازِقَةٌ بِأَسناخِ الأَسنانِ.
وشَفَةٌ شَامِرَةٌ ، وَمُتَشَمِّرَةٌ : قَالِصَةٌ.
وانْشَمَرَ ماءُ البِئْرِ : نَزَفَ وَذَهَبَ.
وشَرٌّ شِمِرٌّ ، كسِجِلٍّ : شَديدٌ يُشَمَّرُ لَهُ عَنِ السَّاعِدَيْنِ.
ومن المجاز
شَمَرَ ـ كضَرَبَ ـ وَانْشَمَرَ ، وَشَمَّرَ تَشْمِيراً ، وَتَشَمَّرَ : مَرَّ جادّاً ، واختَالَ في
__________________
(١) الفائق ٢ : ٢٤٨ ، وغريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٥٥٥ ، النّهاية ٢ : ٤٩٤.
(٢) نهج البلاغة ٣ : ٢٤٩ / ٤٠٢.
(٣) الفائق ٢ : ٢٦٠ غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٥٥٦ ، النّهاية ٢ : ٤٩٤.