وآخرونَ.
ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُكَّرَةَ الهَاشِمِيّ : شاعرٌ مُفْلِقٌ.
وسَكِرٌ الوَاعِظُ ، ككَتِفٍ : سَمعَ منهُ عَبْدُ اللهِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ.
وبَنُو سَكْرَةَ ، كهَضْبَة : قومٌ منَ الهَاشِمِيِّينَ.
الكتاب
( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) (١) أَي لَاتَقُوموا إلى الصّلاةِ وتتلبَّسُوا بها ، أَو لا تَقربُوا مواضِعَها ـ وهي المَسَاجِدُ ـ ( وَأَنْتُمْ ) سُكارى منَ الخمرِ. وقِيلَ : هُوَ سُكْرُ النُّعاسِ وغَلَبَةُ النَّومِ.
( وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى ) (٢) أَي كأَنَّهم سُكَارى من شدّةِ الخوفِ الَّذي صيَّرهُم في حالِ مَنْ يَذْهَبُ السُّكْرُ بعَقلِهِ ، وَما هُمْ بِسُكارى حقيقةً ؛ إذ لم يَشْرَبُوا خَمْراً.
( وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ) (٣) أَي ومِنْ ثَمَرات النّخيلِ والأعنابِ ثَمَرٌ تتَّخِذُونَ منهُ سَكَراً ؛ أَي خَمْراً أَو نَبِيذاً ، والرِّزْقُ الحَسَنُ ما أُحِلَّ كالتَّمرِ والزَّبِيب والرُّبّ والخَلّ ، أَو السَّكَرُ ما يُشرَبُ من أَنواعِ الأَشربةِ ممّا يَحِلُّ ، والرِّزْقُ الحَسَنُ ما يُؤْكَلُ.
( لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا ) (٤) سُدَّتْ وحُبِسَت عَن الإِبصارِ بالسِّحْرِ ؛ منْ سَكَرْتُ النَّهْرَ والماءَ إذا سَدَدْتهُ وحَبَسْتهُ ، أَو حُيِّرَتْ ـ مِن السُّكْرِ ، بالضَّمِّ ـ فيتَخَايلُ لأَبصارِنا غيرَ ما نَرى ، وقُرئَ « سُكِرَتْ » (٥) ـ كفُرِحَتْ ـ أي حَارَتْ كما يَحَارُ السَّكرانُ.
( إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (٦) شِدّةِ غفلَتِهِم وضلالَتِهِم ، أَو شِدّةِ
__________________
(١) النّساء : ٤٣.
(٢) الحج : ٢.
(٣) النّحل : ٦٧.
(٤) الحجر : ١٥.
(٥) وهي قراءة ابن كثير ، انظر كتاب السّبعة : ٣٦٦.
(٦) الحجر : ٧٢.