أَي عَضَّ البَعُوضِ. وإنّما ذُكِّر فقيل : أَبو دِثَارٍ ، لأَنَّهم أَرادوا البيتَ ، وإضافةُ البيتِ إليه في البيتِ للبيانِ ، ويقال فيه : أمُ دِثَارٍ ، أَيضاً باعتبار الكلَّة. وقيل : أَبو دِثَارٍ البعوضُ نفسُهُ لدُثُورِهِ بالنَّهار ؛ أَي استتارِهِ ، أَو للاحتياجِ إلى الدِّثَارِ من أَذَاهُ ، فإِضافةُ البيتِ إليه في البيت للاختصاصِ.
ودَاثِرٌ : ماءٌ لبني فزارة.
وكسَبَبٍ : حصنٌ بذِمَارِ منَ اليَمَنِ.
ويَزيدُ بنُ دِثَارٍ : تابعيٌّ.
ومحاربُ بنُ دِثَارٍ السَّدُوسيّ : قاضي الكوفةِ ؛ منْ جلّة العلماءِ والزُّهَّادِ ، و [ أَبوه ] (١) دِثَارٌ من الرُّواةِ.
ودِثَارٌ القَطَّانُ : محدِّثٌ.
والمُدَّثِّرُ بنُ عيسى (٢) : الخارجُ في زمنِ المكتفي من القرامطة.
الكتاب
( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) (٣) أَي المُتَدَثِّرُ ؛ وهو لابسُ الدِّثَارِ ، رُوي عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ عنِ النّبيِّ صلىاللهعليهوآله قال : « كنتُ على جبلِ حِرَاءَ فنُوديتُ : يا محمَّدُ إنَّكَ رسولُ الله ، فنظرتُ عن يميني ويساري فلم أَرَ شيئاً ، فنظرتُ فوقي فرأيت المَلَك قاعداً على عرشٍ بين السَّماء والأَرض ، فخفتُ ورجعت إلى خديجةَ فقلت : دَثِّرُونِي دَثِّرُونِي ، فنزل جبرئيل وقال : « يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ » (٤).
وقيل : إنَّه كان نائماً مُدَّثِّراً.
وقيل : إِنّه كان يختفي في غارِ حِرَاء فقيل : « يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ » ـ أَي بدثارِ الخمولِ والاختفاءِ ـ اشْتَغِلْ بدعوة الخلق.
وقيل : سمع من قريش ما يكرهه فتغطّى بثوبِهِ مُفكِّراً فأُمِرَ أَنْ لا يدَع إنذارَهُم ويصبَر على أَذاهم.
وقيل : أَراد « يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ » بلباس النُّبوّة والمعارفِ الإلهيّة ؛ كلِباسِ التّقوى.
__________________
(١) في النّسخ : أَبيه.
(٢) انظر خبره في الكامل لابن الأثير ٧ : ٥٢٤.
(٣) المدّثر : ١.
(٤) انظر الكشّاف ٤ : ١٥٦.