وتعالى الرجل قيّماً ورقيباً على المرأة وجعل المرأة عرساً وخولاً للرجل أعطى الرجل اللّحية لما له من العزّة والجلالة والهيبة ، ومنعها المرأة لتبقى لها نضارة الوجه والبهجة الّتي تشاكل المفاكهة والمضاجعة ؛ أفلا ترى الخلقة كيف يأتي بالصواب في الأشياء و تتخلّل مواضع الخطأ فتعطي وتمنع على قدر الإرب والمصلحة بتدبير الحكيم عزَّ وجلَّ ؟ .
بيان : جنى الذنب عليه يجنيه جناية : جرّه إليه . والجدة بالتخفيف : الغناء . قوله عليهالسلام : في تشابه الأشياء أي قد يشبه مال شخص بمال شخص آخر كثوب أو نعل أو دينار أو درهم فيصير سبباً للاشتباه والتشاجر والتنازع ، فضلاً عن تشابه الصورة فإنّه أعظم فساداً ، والمراد أنَّ الناس كثيراً ما يشتبه عليهم أمر رجلين لتشابه لباسهما ومركوبهما وغير ذلك فيؤخذ أحدهما بالآخر فكيف مع تشابه الصورة ؟ . قوله عليهالسلام : واشتبهت مقاديرها أي لم يعرف غاية ما ينتهي إليه مقداره فيشتبه الأمر عليه فيما يريد أن يهيّئه لنفسه من دار ودابّة وثياب وزوجة . قوله عليهالسلام : ويجفو أي يبعد ويجتنب ولا يداوم على الصناعات اللّطيفة ، أي الّتي فيها دقّة ولطافة ؛ قال الجزريُّ : وفي الحديث : اقرؤوا القران ولا تجفوا عنه . أي تعاهدوه وتبعدوا عن تلاوته . انتهى .
والحاصل أنَّ الله تعالى جعل الإنسان بحيث تثقل عن الحركة والمشي قبل سائر الحيوانات وتكلُّ عن الأعمال الدقيقة لتعظم عليه مؤونة تحصيل ما يحتاج إليه فلا يبطر ولا يطغى أو ليكون لهذه الأعمال أجر فيصير سبباً لمعايش أقوام يزاولونها . والدعار في بعض النسخ بالمهملة من الدعر محرّكةً : الفساد والفسق والخبث ، وفي بعضها بالمعجمة من الدغرة وهي أخذ الشيء اختلاساً . والعرس بالكسر : امرأة الرجل . والخول محرَّكة ما أعطاك الله من النعم والعبيد والإماء . والمفاكهة : الممازحة والمضاحكة . قوله عليه السلام : وتخلّل مواضع الخطأ يحتمل أن تكون الجملة حاليّةً أي تأتي بالصواب مع أنّها تدخل مواضع هي مظنّة الخطأ ، من قولهم : تخلّلت القوم أي دخلت خلالهم ويحتمل أن يكون المراد بالتخلّل التخلّف أو الخروج من خلالها لكن تطبيقهما على المعاني اللّغويّة يحتاج إلى تكلّف .
قال المفضّل : ثمَّ حان
وقت الزوال فقام مولاي إلى الصلاة وقال : بكّر إليَّ غداً