عليه السلام : أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه ؟ قال له : بلى ، قال : فتعرف الذكر منها من الاُنثى وتعرف كم عمرها ؟ فسكت .
٢٥ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن هاشم ، عن محمّد بن حمّاد ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب قال : قال لي عليُّ بن منصور : (١) قال لي هشام بن الحكم : كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبد الله عليهالسلام فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها ، فقيل له : هو بمكّة فخرج الزنديق إلى مكّة ونحن مع أبي عبد الله عليهالسلام فقاربنا الزنديق ـ ونحن مع أبي عبد الله عليهالسلام ـ في الطواف فضرب كتفه كتف أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال له جعفر عليهالسلام : ما اسمك ؟ قال : اسمي عبد الملك ، قال : فما كنيتك ؟ قال : أبو عبد الله ، قال : فمن الملك الّذي أنت له عبد ، أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض ؟ وأخبرني عن ابنك ، أعبد إله السماء أم عبد إله الأرض ؟ فسكت ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : قل ما شئت تخصم . قال هشام بن الحكم : قلت للزنديق : أما تردُّ عليه ؟ فقبَّح قولي ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : إذا فرغت من الطواف فأتنا ، فلمّا فرغ أبو عبد الله عليهالسلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه ونحن مجتمعون عنده ، فقال للزنديق : أتعلم أنَّ للأرض تحت وفوق ؟ قال : نعم ، قال : فدخلت تحتها ؟ قال : لا ، قال : فما يدريك بما تحتها ؟ قال : لا أدري إلّا أنّي أظنُّ أن ليس تحتها شيءٌ ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : فالظنُّ عجز ما لم تستيقن ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : فصعدت إلى السماء ؟ قال : لا ، قال : فتدري ما فيها ؟ قال : لا ، قال : فعجباً لك لم تبلغ المشرق ، ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل تحت الأرض ، ولم تصعد إلى السماء ، ولم تجز هنالك فتعرف ما خلقهنَّ وأنت جاحد ما فيهنَّ وهل يجحد العاقل ما لا يعرف ؟ فقال الزنديق : ما كلّمني بهذا أحد غيرك ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : فأنت في شكّ من ذلك فلعلَّ هو ، أو لعلَّ ليس هو ، قال الزنديق : ولعلّ ذاك : فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أيّها الرجل ليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم ، فلا حجّة للجاهل ، يا أخا أهل مصر تفهَّم عنّي فإنّا لا نشكُّ في الله أبداً ، أما ترى الشمس والقمر واللّيل والنهار يلجان
________________________
(١) أورده النجاشي في ص ١٧٦ من رجاله ، قال علي بن منصور أبو الحسن كوفي ، سكن بغداد ، متكلم ، من أصحاب هشام ، له كتب : منها كتاب التدبير في التوحيد والامامة .