مِنَ الرَّجمِ والقتلِ.
( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) (١) كان الرَّجلُ مِنَ العربِ إِذا سافَرَ فأَمسَى في وادٍ قَفْرٍ وخَافَ على نفسِهِ قال (٢) : أَعُوذُ بسيِّدِ هذا الوادي مِن سفهاءِ قومِهِ يريد الجِنَّ وكبيرَهُم ، فإِذَا سمعوا بذلك قالوا : سُدْنَا الجنَّ والإِنسَ وذلك رَهَقُهمْ ، أَي زادوهُمْ كُبْراً وكُفْراً وعتُوّاً ، أَو زاد الجنُّ الإِنسَ رَهَقاً بإِغوائِهِم وإِضلالِهِم لاستِعاذَتِهِم بهم.
( فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) (٣) فالتَجئ إِليه واعتَصِم به.
الأثر
( عُذْتِ بمَعَاذٍ ) (٤) أَي بمكانِ العياذِ ، وبِمن للعَائِذينَ أَنْ يَعْوذوا به ، وهو اللهُ عزَّ وجلَّ وحقيقتُهُ عُذْتِ بِمَعَاذٍ أَيِ مَعَاذٍ ، وبِمَعَاذٍ مَنْ عَاذَ به لم يكنْ لأَحدٍ أَن يتعرَّض له.
( مَنْ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فأَعِيذْوهُ ) (٥) أَي من سأَلَكُمْ وطَلَبَ منكم أَنْ تُعِيذُوهُ وتمنَعُوه من شرِّكم أَو شرِّ غيركم مُقْسِماً عليكم باللهِ فأَجيبُوهُ ولا تَتَعرَّضوا له.
( ومَعَهُمْ العُوذُ المَطَافِيلُ ) (٦) جمع عَائِذٍ يريدُ النِّساءَ أَو النّوقَ الحديثاتِ الولادةِ ذواتِ الأَطفالِ.
ومنه قولُ علي عليهالسلام : ( فَأَقْبَلْتُمْ إِليَّ إِقبالَ العُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَولَادِهنَّ ) (٧) يريدُ النَّوق الحديثاتِ النّتاجِ ذواتِ الفِصلانِ ، شَبَّهَ إِقبالَهُم عليه طالبينَ بَيْعَتَهُ بإِقبالِ النُّوقِ القريبةِ العهدِ بالنّتاجِ على فِصلانِهنَّ ، ووجهُ
__________________
(١) الجنّ : ٦.
(٢) في النَّسخ : وقال ، انظر تفسير الكشاف ٤ : ٦٢٤.
(٣) النّحل : ٩٨.
(٤) الغريبين ٤ : ١٣٤٢ ، الفائق ٣ : ٣٦ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨.
(٥) مسند أحمد ٢ : ٩٩ ، ممع البحرين ٣ : ١٨٤.
(٦) الغريبين ٤ : ١٣٤٢ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨ ، الفائق ١ : ٣٤٦.
(٧) نهج البلاغة ٢ : ٢٨ / ط ١٣٣ ، النَّهاية ٣ : ٣١٨.