جميعِ المخالطاتِ الغريبة ، فلا اعتبارَ في ذاتِهِ إِلاَّ الوجودُ ، والّذي لا اعتبارَ له إِلاَّ الوجود فهو غيرُ قابلٍ للعدم ؛ فإِنَّ الشَّيءَ من حيثُ هو موجودُ غيرُ قابلِ للعدمِ ، فإِذن « الصَّمَدُ » الحقُّ واجبُ الوجوب مطلقاً من جميع الوجوه.
الأثر
( صَمَدِيّاً ) (١) أَي ليس بجسم ولا جسمانيِّ مفتقرٍ إِلى شيءٍ ، بل كلُّ ما سواهُ مُفْتَقِرٌ إِليه ، والنّسبةُ للمبالغة ، كالأَحْمَريِّ.
( لا يَخرُجُ مِنْ هَذَا البابِ إِلاَّ صَمَدٌ ) (٢) سَيِّدٌ مَصْمُودٌ مَقْصُودٌ.
( فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الحَقِّ ) (٣) أَي اقصُدوا عدوَّكم قَصْداً بعدَ قَصْدٍ ، كقَوله (٤) تعالى : ( كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) (٥) أَي دَكّاً بَعدَ دَكٍّ ، فالثَّاني ليس تَوْكيداً للأوَّل كما توهَّمَهُ كثيرٌ ، وإِنَّما هو للتَّكريرِ والتَّكثيرِ منصوبٌ على الحال ، والمعنى مُكَرِّرينَ عليهم الصَّمْدَ ، ومَكَرِّراً عليها الدَّكٌّ.
( ما رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلىاللهعليهوآله صلّى إِلى عُودٍ أَو عَمُودٍ إِلاَّ جَعَلَهُ على حاجِبِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ ولا يَصْمُدُ لَهُ صَمْداً ) (٦) أَي لا يقابله مستوياً مُستقيماً كأنَّه قاصدٌ له ، بل كان يميلُ عنه حَذَراً من أَن يُضاهِيَ عِبادةَ الأَصنامِ.
صمحدد
الصَّمَحْدَدُ ـ بالحاء المهملة لا المعجمة ، وغلط الفيروزاباديَّ ـ كسَبَهْلَلٍ وحُزَعْبلٍ (٧) : الخالصُ من كلِّ شيءٍ كأَنّه مقلوبُ الصُمادِح (٨) مع تغييرِهِ.
وهو في صَمَحْدَدِ قومِهِ : في صَميمِهِم.
__________________
(١) الكافي ١ : ٩١ / ٢ ، مجمع البحرين ٥ : ٤١٨.
(٢) الغريبين ٤ : ١٠٩٧ ، الفائق ٢ : ٣١٥.
(٣) نهج البلاغة ١ : ١١٠ ، النّهاية ٣ : ٥٢.
(٤) في « ج » : لقوله بدل : كقوله.
(٥) الفجر : ٢١.
(٦) مسند أحمد ٦ : ٤ ، سنن أبي داود ١ : ١٨٤ / ٦٩٣.
(٧) في « ت » و « ج » : خزعبيل.
(٨) في « ش » : الصّمدح بدل : الصّمادح.