( فَإنَ النَّاقِدَ بَصيرٌ ) (١) أَي النّاقِدَ لأعمالِ الخَلْقِ وَالمُمَيِّزَ بينَ حَسَنِها وَقَبيحِها ذو بَصَارَةٍ وعِلْمٍ لا يَشْتَبِهُ عليهِ شَيٌ منها ، وهو من بابِ التَّمثيلِ يُريدُ : أنّ اللهَ سبحانهُ يعلمُ خالص الأعمال من مشوبها لا يخفى عليهِ شيٌء منها.
المثل
( باتَ بِلَيْلَةِ أَنْقَدَ ) (٢) كأَحْمَدَ ، وهو القُنْفُدُ ، أي باتَ ساهِراً لَمْ يَنَم ؛ لأنَّ القُنْفُدَ لا ينامُ اللَّيْلَ ، يُقالُ : ( سَرَيْنا لَيْلَةَ ابْنِ أَنْقَدَ ) (٣) إذا سَرَوْا ليلتهم كُلَّها ، و: ( اجعلوا ليلتكم ليلةَ أَنْقَدَ ) (٤).
وقيلَ : الْأَنْقَدُ الَّذي يَشْتَكي سِنَّهُ منَ النَّقَدِ ـ كَسَبَبٍ ـ وهو تآكُلُ الأسنانِ وفسادها ، وهو لا ينامُ من ألَمِها.
( أسْرَى مِن أَنْقَدَ ) (٥) هو القُنْفُدُ أيضاً ، وهو لا يَدِبُّ إلاَّ لَيلاً يُقالُ : ( باتَ فُلانٌ اسْرَأةَ القُنْفُدِ ) (٦) إذا أحيَى اللَّيْلَ يَدِبُّ للسَّوءاتِ إمّا يَسْرِقُ أَو يَزْني.
( أذَلُّ مِنَ النَّقَدِ ) (٧) كَسَبَبٍ ، وهي صِغارُ الغَنَمِ.
( اسْتَذْأَبَ النَّقَدُ ) (٨) أي صارَت صِغارُ الغَنَمِ ذِئاباً. يُضْرَبُ للضَّعيفِ إذا قَوِيَ ، ومثلُهُ : ( اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ ) (٩) أَي صارَتْ تَيْساً.
نقرد
نَقْرَدَ بالمَكانِ نَقْرَدَةً : أقامَ بهِ ولَزِمَهُ فلم يَبْرَحْ ، فَهُوَ مُنْقَرِدٌ كمُدَحْرِجٍ ، ومنهُ : ما لي أَراكَ مُنْقَرِداً؟ أَي مُقيماً لا تَبْرَحُ.
__________________
(١) الاختصاص : ٣٤١ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٣٣٩ / ٨٣٦٨.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ٩٧ / ٤٧١.
(٣) المستقصى ٢ : ٤ / ٦.
(٤) انظر أساس البلاغة : ٤٦٩.
(٥) مجمع الأمثال ١ : ٣٥٤ / ١٨٩٧.
(٦) المستقصى ١ : ١٦٧ ، وفيه : إسْراءَ.
(٧) مجمع الأمثال ١ : ٢٨٤ / ١٥٠٦.
(٨) تهذيب اللّغة ١٥ : ٢٤.
(٩) المستقصى ١ : ١٥٦ / ٦٣١.