حُمِلَتْ على بعيرٍ وهو باركٌ فأَعجَبَها وَطأُ المَركَبِ ، فقالت ذلك. يُضرَبُ لمَن تَعَوَّد مباشرةَ التُّرْفَة ثُمَّ باشَرَها.
( قَدْ لا يُقادُ بِيَ البَعيرُ ) (١) قالَهُ سَعدُ ابنُ زيدِ مَناةَ وقَد أَسَنَّ حَتَّى لَمْ يُطِقْ ضَبْطَ بَعيرِهِ الَّذي يركبُهُ ، وكان ابنُهُ صَعصَعَةُ يوماً يَقُودُ به جَمَلَهُ فقال ذلك. يَضربهُ الهَرِمُ أسَفاً على شَبابهِ.
( أَقْوَدُ مِن ظُلْمَةٍ ) (٢) هو أَفعَلُ من القِيَادَةِ على الفاجِرَةِ ، وظلمةٌ تروى بِضَمِّ الظَّاء بمعنى الظَّلامِ لأَنَّه يستر كلَّ شيءٍ وقالوا في معناه : ( أَقْوَدُ من لَيْل ) (٣) لأَنَّ اللَّيلَ أسترُ للوَيل حتَّى قال الشَّاعر :
الشَّمْسُ نَمَّامَةٌ واللَّيلُ قَوَّادُ (٤)
ويروى بكسرِ الظّاءِ كسِدْرَة ، وهو اسم فاجرةٍ هُذَليَّةٍ فَجَرَت شَبابَها حتَّى عجَّزَتْ ثمَ قادتْ حتَّى أُقعِدَت ثمَّ اتَّخَذَت تَيْساً فكانت تطرِقُهُ النّاس وتقول : إِني أَرتاحُ إِلى نَبِيبِهِ على ما بي من الهَرَم ، وكانت تقول : إِذا مُتُّ فأَحرقوني ثمَّ أَجمِعُوا رمادي في صُرَّةٍ وأَتربوا به كُتُب الأَحباب فإِنَّهم يجتمعون لا محالة وأَعطوا منه الخاتِناتِ ليذْرِرْنَ منه على أَجْراح الصَّبيَّات فانَّهنَّ يَلهَجْنَ بالزُبِّ ما عِشنَ.
( أَقْوَدُ مِنْ مُهْرٍ ) (٥) هو أَفعلُ من قَوْدِ الدابَّة ، وهو ممَّا استُعملَ للمفعول على غير قياس ـ كأَلوَمَ وأَعذَرَ ـ أَي أَشدُّ مَقُودٍ به من مُهْرٍ ، وذلك أَنَّه إِذا قِيد عارَضَ قائِدَهُ وسَبَقَهُ. يضرب للشَّديد الانقيادِ ، والله أَعلمُ.
قهد
قَهَدَ في مشيِهِ ـ كمَنَعَ ـ قَهْداً : قارَبَ الخَطْوَ ولم يَنبَسِط فيه.
__________________
(١) المستقصى ٢ : ١٩٢ / ٦٥٠.
(٢) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٥ / ٢٩٥١ وص ١٢٦ / ٢٩٥٧.
(٣) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦ / ٢٩٥٨.
(٤) عجز بيت لابن المعتز ديوانه وصدره :
لا تلق إلاّ بليل من تواصلِهِ
وانظر مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦.
(٥) مجمع الأمثال ٢ : ١٢٦ / ٢٩٥٦.