الغنيّ مجداً ، وكيف يظنّ ابن آدم أن يتهيّأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ولن يهيّىء الله عزّ وجلّ أمر الدنيا والآخرة إلّا بالحكمة ؟ ! ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس ، أو مثل الصعيد بلا ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، ولا للصعيد بغير ماء ، ولا للحكمة بغير طاعة .
٥٢ ـ ومنه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله العلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان .
٥٣ ـ وقال صلىاللهعليهوآله من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين .
٥٤ ـ عدة : قال العالم عليهالسلام : أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلّا به ، و أوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به ، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده ، وأحمد العلم عاقبةً ما زاد في عملك العاجل .
٥٥ ـ منية المريد : قال الصادق عليهالسلام : ما من أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من موت فقيه .
٥٦ ـ وعنه عليهالسلام إذا مات المؤمن الفقيه ثلم (١) في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء .
٥٧ ـ وفي التوراة : عظّم الحكمة فإنّي لا أجعل الحكمة في قلب أحد إلّا و أردت أن أغفر له ، فتعلّمها ثمّ اعمل بها ، ثمّ ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا والآخرة .
٥٨ ـ عن ابن عبّاس مرفوعاً في قوله تعالى : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ . قال : الحكمة : القرآن .
٥٩ ـ وروى بشير الدهّان (٢) قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فاذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم .
٦٠ ـ وروي عنه عليهالسلام أنّه قال له رجل : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر
________________________
(١) أي أحدث في الاسلام خللا لا يسدها شيء .
(٢) الكوفي ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم عليه السلام وقال : روى عن أبي عبد الله عليه السلام .