الخلق ، أو القرب من الله ومن الخلق وإن كان بعيداً عنهما قبل العلم . والحياء وإن كان صلفاً ، في القاموس : الصلَف بالتحريك : التكلّم بما يكرهه صاحبك ، والتمدّح بما ليس عندك ، أو مجاوزة قدر الظرف ، والادّعاء فوق ذلك تكبّراً ، وهو صلف ككتف انتهى . أي يحصل من العلم الحياء في ما يحبّ ويحمد وإن عدّه الناس صلفاً لترك المداهنة ، أو وإن كان قبله صلفاً ؛ والأخير هنا أظهر . والرفعة والشرف أيضاً يحتملان المعنيين على قياس ما مرّ ، والفرق بينهما بأنّ الرفعة ما كان له نفسه ، والشرافة ما يتعدّى إلى غيره بأن يتشرّف من ينسب إليه بسببه ، والأوّل بحسب الجاه الدنيويّ ، والثاني بالرفعة المعنويّة بسبب الأخلاق الشريفة . والحكمة : العلوم الفائضة بعد العمل بما يعلم ، أو العمل بالعلم كما سيأتي . والحظوة : المنزلة والقرب عند الله .
وامّا ما يتشعّب من الرشد : فالسداد وهو الصواب من القوم والعمل . والهُدى أي إلى ما فوق ما هو فيه ، أو المراد أنّ من أجزاءه ولوازمه الهُدى ، وكذا البرّ والتقوى . والمنالة لعلّ المراد بها الدرجة الّتي بها تنال أقصى المقاصد ، من القرب والفوز والسعادة فإنّها من النيل والإصابة . والقصد أي الطريق الوسط المستقيم . والاقتصاد : رعاية الوسط الممدوح في جميع الاُمور ، وترك الإفراط والتفريط . ويحتمل أن يكون المراد بالثواب إثابة الغير بجزاء ما يصنع إليه لكنّه بعيد .
وأمّا ما يتشعّب من العفاف : فالرضاء بما أعطاه الله من الرزق وعدم التصرّف في الأمر الحرام لطلب الزيادة . والاستكانة : الخضوع والمذلّة ، وهي من لوازم العفاف لأنّ من عفّ عن الحرام ولم يجمع الأموال الكثيرة منه لا يطغى ويذلّ نفسه ويخضع . والحظّ : النصيب أي حظوظ الآخرة إذ بترك حظوظ الدنيا تتوفّر حظوظ الآخرة . و الراحة أي في الدنيا والآخرة إذ من يجمع المال في الدنيا أيضاً ليس له إلّا العناء والتعب وكذا من لايعفّ عن الفرج الحرام يتحمّل في الدنيا المشاقّ والمنازعات والحدود الشرعيّة وغيرها . والتفقّد إمّا المراد تفقّد أحوال الفقراء وأداءُ حقوقهم ، أو تفقّد أحوال النفس وعيوبها والأوّل أظهر . والخشوع إذ بترك العفاف يسلب الخشوع في العبادات كما هو المجرّب . والتذكّر أي تذكّر الموت وأحوال الآخرة والذنوب . و التفكّر أي في المبدأ والمعاد وفيما خلق له .