له أدبر فأدبر ، ثمّ قال له أقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت ؟ فلعنه ، ثمّ جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً ، فلمّا رأى الجهل ما اكرم به العقل وماأعطاه ، أضمر له العداوة ، فقال الجهل (١) يا ربّ هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقوّيته ، وأنا ضدّه ولا قوّة لي به ، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال نعم ، فإن عصيت (٢) بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال : قد رضيت ، فأعطاه خمسة وسبعين جنداً . فكان ممّا أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند : الخير وهو وزير العقل ، وجعل ضدّه الشرّ وهو وزير الجهل ، والإيمان وضدّه الكفر ، والتصديق وضدّه الجحود ، والرجاء (٣) وضدّه القنوط ، و العدل وضدّه الجور ، والرضاء وضدّه السخط ، والشكر وضدّه الكفران ، والطمع و ضدّه اليأس ، والتوكّل وضدّه الحرص ، والرأفة وضدّها الغرّة ، والرحمة وضدّها الغضب ، والعلم وضدّه الجهل ، والفهم وضدّه الحمق ، والعفّة وضدّها التهتّك ، والزهد وضدّه الرغبة ، والرفق وضدّه الخرق ، والرهبة وضدّها الجرأة ، والتواضع وضدّه التكبّر والتؤدة وضدّها التسرّع ، والحلم وضدّه السفه ، والصمت وضدّه الهذر ، والاستسلام وضدّه الاستكبار ، والتسليم وضدّه التجبّر ، والعفو وضدّه الحقد ، والرقّة و ضدّها القسوة ، واليقين وضدّه الشكّ ، والصبر وضدّه الجزع ، والصفح وضدّه الانتقام ، والغنى وضدّه الفقر ، والتفكّر (٤) وضدّه السهو ، والحفظ وضدّه النسيان ، والتعطّف وضدّه القطيعة ، والقنوع وضدّه الحرص ، والمواساة وضدّها المنع ، والمودّة وضدّها العداوة ، والوفاء وضدّه الغدر ، والطاعة وضدّها المعصية ، والخضوع و ضدّه التطاول ، والسلامة وضدّها البلاء . والحبّ وضدّه البغض ، والصدق وضدّه الكذب ، والحقّ وضدّه الباطل ، والأمانة وضدّها الخيانة ، والإخلاص وضدّه
________________________
(١) لعل المراد بالجهل هو النفس الامارة بالسوء والشهوات التي تكون مبدءاً لكل خطيئة لا الجهل المقابل للعلم فانه يكون من جنودها كما ياتي في الحديث ويأتي اطلاق الجهل على النفس في حديث ١١
(٢) فان عصيتنى « ع »
(٣) رجاء رحمة الله وعدم الياس عن غفرانه فيما فرّط في جنبه تعالى ، ومقابله الياس عن رحمته وغفرانه وهو اعظم عن ذنبه وخطيئته .
(٤) التذكر « ع »