وكانوا يعدُّونَهُ كالمُقَرْطِسِ ، يُريدُ أَنَّه كان يَتَطامَنُ له إِذا رُمِيَ ويُسَلِّمُ لراميهِ في أَنَّه كالمُصيبِ.
قال الزّمخشريُّ : ( ولوَ ) (١) قيل : الطَّالعُ الهلالُ ؛ كما جاءَ عن بعضِ الأَعرابِ : « ما رأيتُكَ منذ طالِعَين » وأَنَّ كِسرى كان يَتَطامَنُ له إِذا طلع إِعظاماً له ، لم يَبعُدْ عنِ الصَّوابِ (٢).
( جُعِلَتُ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وطَهُوراً ) (٣) أَي أُبيحت لي ولأُمَّتي الصّلاةُ في جميعِ الأَرضِ ، والأُمَمُ السّالفةُ لم تُبَحْ ( لهم ) (٤) الصّلاة إِلاَّ في مواضعَ مخصوصةٍ ، كالبِيَع والكنائسِ.
( وَهِيَ في مَسْجِدِهَا ) (٥) في موضعِ سُجُودِها.
( صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِي غَيْرِهِ ) (٦). أَي مَسْجِدِ المدينةِ ، والمرادُ به المَسْجِدُ الّذَّي كان في عهدِهِ وزمنِهِ صلىاللهعليهوآله دونَ ما زِيدَ بَعْدَهُ ، وكذا حكمُ المَسْجدِ الحرامِ في قولهِ ( إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرامِ ) (٧).
( إِذَا جاءَهُ أَمْرٌ يَسُرُّ بِهِ خَرَّ سَاجِداً ) (٨) سَجَدَ شُكراً للهِ تعالى ، وهو سُنَّةٌ عندَ الأَكثرين خِلافاً لآخرين ، منهم أَبو حنيفة ، قال : لو لَزِمَ العبد السُّجُودُ عندَ كلِّ نِعمةٍ لَزِمَهُ كُلَّ ساعةٍ ؛ إِذ أَعظمُ النِّعَمِ الحياةُ ، وهي متعدِّدَةٌ تَعَدُّدَ الأَنفاسِ (٩) ، وأُجيبَ بأَنَّ المرادَ نِعمةٌ يُفاجَأُ بها لا ما استَمَرَّ.
سخد
السَّخْدُ ، كفَلْسٍ : الحارُّ ، قيل : هو
__________________
(١) عن « ج » ، والفائق.
(٢) الفائق ٢ : ١٥٧.
(٣) الخصال : ٢٩٢ / ٥٦ ، مجمع البحرين ٣ : ٦٥.
(٤) ليست في « ت ».
(٥) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٩ / ٧٩.
(٦) الكافي ٤ : ٥٥٥ / ٨ ، الموطأ ١ : ١٩٦ / ٩.
(٧) ذيل الحديث السّابق.
(٨) سنن ابن ماجة ١ : ٤٤٦ / ١٣٩٤ ، سنن الدّارقطني ١ : ٣٩٣.
(٩) حكاه عنه السّيوطي في الجامع الصّغير ١ : ١١٧.