وجُمَادَى ، كخُزامَى : من أَسماءِ الشُّهُورِ ، سُمِّيتْ بذلك ؛ لمصادفةِ وضعِها فصلَ الشّتاءِ وجُمُودَ الماءِ ، وهي مُؤَنَّثةٌ غيرُ مصروفةٍ ؛ للعلميَّةِ والتّأنيثِ ، فإِن وَرَدَ تذكيرُها في شِعْرٍ فذهابٌ إِلى معنى الشَّهرِ ، وهما جُمَادَيان ؛ جُمادَى الأُولى ، وجُمادَى الآخِرَةِ. الجمع : جُمادَيَاتٌ ، ولا تقلْ جُمادَى الأُخْرَى ؛ لأنَّ الأُخْرى كما تكونُ بمعنى الآخِرةِ ـ كقوله تعالى : ( وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى ) (١) ـ تكونُ بمعنى المغايرةِ لمُتقدِّمةٍ ذِكراً وإِن كانت متقدِّمةً وجوداً ، وهي تأنيثُ الآخَرِ ـ بفتحِ الخاءِ ـ فلو قلتَ الأُخرى احتَمَلَ أن يُرادَ بها هذا المعنى ، فتَتَناولُ المُتقدِّمةَ والمتأخِّرةَ فيَحصُلُ اللَّبسُ.
ويقالُ لجُمادَى الأُولى : جُمادَى خَمْسَةٍ ؛ لأَنَّها خامسةُ شهورِ السَّنَةِ.
ولجُمادَى الآخِرةِ : جُمادَى سَتَّةٍ ؛ لأَنَّها سادِسَتُها ؛ تقول : مَضَتْ جُمادَى خمسةً أَو سِتَّةً بالنَّصبِ فيهما على الحالِ ، أَي حالَ كونِها تتمَّةَ خمسةٍ أَو ستَّةٍ ، وبالخَفضِ على الإِضافةِ للملابسةِ ؛ وهي من بابِ إِضافةِ العَلَمِ إِلى ما هو مُتَّصِفٌ به معنىً.
وجُمَادَى أَيضاً : عَلَمُ جنسٍ للشّتاءِ كلِّه ؛ لأَنَّ الماءَ يَجمُدُ فيه ، ومنه قولُهُ :
في لَيلَةٍ مِنْ جُمادَى ذَاتِ أَنْدِيَةٍ (٢)
أي من ليالي الشّتاءِ.
وليلةٌ جُمادِيَّةٌ : منسوبةٌ إِليه ؛ قال (٣) :
ولَيْلَةٌ هاجَتْ جُمادِيَّةٌ
وأَجْمَدَ إِجْماداً : دَخَلَ في جُمادَى ، فهو مُجْمِدٌ.
ومن المجاز
جَمَدَ في مكانِهِ : ثَبَتَ ولم يبرح ..
و ـ لي عليه حقٌّ : وَجَبَ ، وأَجْمَدْتُهُ
__________________
(١) النّجم : ٤٧.
(٢) هو لمرّة بن محكان ، كما في شرح ديوان الحماسة للتّبريزي ٤ : ٦٠ ، والخصائص ٣ : ٥٢ و ٢٣٧ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ : ٦٢٠ ، والأغاني ٣ : ٣١٨.
(٣) الطّرمّاح ، ديوانه : ٤١١ ، وعجزه :
ذات صرٍّ جريباء النّسامْ