قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الطّراز الأوّل [ ج ٥ ]

    282/460
    *

    أنَّ الذِّئْبَ وإِن كانتْ كُنيتُهُ حسنةً فإِنَّ فِعلَهُ قَبيحٌ. يُضرَبُ لمَن يَبَرُّكَ باللّسانِ ويريدُ بكَ (١) الغوائلَ ، وهو من قولِ عبيدِ بن الأَبرصِ للنُّعمانِ بنِ المنذرِ حينَ أَرادَ قتلَهُ :

    وَقالُوا هِيَ الخَمْرُ تُكْنَى الطَّلَا

    كَمَا الذِّئْبُ يُكَنْىَ أَبا جَعْدَة (٢)

    ضَرَبَهُ مثلاً ؛ أَي تُظهِرُ لي الإِكرامَ وأَنتَ تريدُ قَتلي ، كالخَمرِ حَسُنَ اسمُها وقَبُحَ فِعلُها.

    ( مِنْ مَالِ جَعْدٍ وجَعْدٌ غَيْرُ مَحْمُودِ ) (٣) أَوَّلُ مَن قالَه جَعْدُ بن الحُصَينِ الشّاعرُ ، وكانَ قد أَسَنَّ فتفرَّقَ عنه بنُوهُ وأَهلُهُ ، وبقيتْ له جاريةٌ سوداءُ تَخدِمُهُ ، فَعَشِقَتْ في الحيِّ فتىً يقالُ له : عَرابَةُ ، فجَعَلَتْ تَنقلُ إِليهِ ما في بيتِ جَعْدٍ ، ففَطِنَ لها ، فقالَ من أَبياتِ :

    أَمْسَى عَرَابَةُ ذا مَالٍ يُسَرُّ بِهِ

    مِنْ مالِ جَعْدٍ وَجَعْدٌ غَيْرُ مَحْمُودِ (٤)

    يُضربُ للرَّجُلِ يُصابُ من مالهِ ويُذَمُّ.

    جلد

    الجِلْدُ ، كعِهْنٍ : غِشاءُ بَدَنِ الحيوانِ ، كالجَلَدِ كسَبَبٍ ، وأَنكرَهُ ابنُ السكِّيتِ (٥). الجمع : جُلُودٌ ، وأَجْلَادٌ.

    وهو عظيمُ الأَجْلادِ ، والأَجَالِيدِ ، والتَّجالِيدِ ، أَي عظيمُ الجِسمِ والأَعضاءِ.

    وجَلَدَهُ جَلْداً ، كضَرَبَ : أَصابَ جِلْدَهُ ، ومنه : الجَلْدُ بالسِّياطِ ، وهو الضَّرْبُ بها ..

    و ـ به الأَرْضَ : صَرَعَهُ ، ومنه : جُلِدَ به ـ بالبناءِ للمفعولِ ـ أَي سَقَطَ.

    وجَلَّدَ الجَزُورَ تَجْلِيداً : كَشَطَ عنها جِلْدَها ، ولا يكادون يقولون سَلَخَها ..

    و ـ الكتابَ وغيرَهُ : أَلْبَسَهُ الجِلْدَ.

    والمُجَلِّدُ ، كمُحَدِّثٍ : مَن حِرفتُهُ ذلك.

    __________________

    (١) في « ت » و « ش » : به بدل : بك.

    (٢) ديوانه : ٢١.

    (٣) مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٨ / ٤٠٤٩.

    (٤) مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٨.

    (٥) انظر إصلاح المنطق ١ : ٤٦.