وبَعِدَ بُعْداً ، وبَعَداً ، كسَخِطَ سُخْطاً وسَخَطاً : هَلَكَ ، واغْتَرَبَ ـ والمعنى في البناءينِ واحدٌ ، وهو نقيضُ القُرْبِ ، إِلاَّ أَنَّهم أَرادوا الفصلَ بينَ البُعْدِ من جهةِ الهلاكِ والغُربةِ وبينَ غيرِهِ فغيَّروا بناءَ الفعلِ ؛ كما فرَّقوا بينَ ضَمَانَي الخيرِ والشّرِّ فقالوا : وَعَدَ وأَوعَدَ ـ وهو بَعِيدٌ ، وباعِدٌ ، وبُعَادٌ ، كشُجاعٍ. الجمعُ : بُعَدَاءُ ، وبَعَدٌ كخَدَمٍ ، وبُعْدَانٌ بالضّمِّ.
وأَبْعَدَ عنَّا إِبْعاداً ، وابْتَعَدَ ، وتَبَعَّدَ ، وتَباعَدَ ، واستَبْعَدَ : كلُّها بمعنى بَعُدَ ، وأَبْعَدَهُ غيرُهُ ـ لازمٌ متعدٍّ ـ كبَعَّدَهُ تَبْعِيداً ، وباعَدَهُ مُباعَدَةً.
وأَبْعَدَ في السَّوْمِ : شَطَّ.
وبَعَّدَ قولَهُ تَبْعِيداً ، واسْتَبْعَدَهُ : عدَّهُ بَعيداً.
ومكانٌ بَعَدٌ ، كسَبَبٍ : بَعيدٌ.
والأَباعِدُ : خِلافُ الأَقاربِ.
وفلانٌ يَستجِرُّ الحديثَ من أَباعِدِ أَطرافهِ ، أَي من أَقاصيها.
وتَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ ، أَي كُنْ قريباً.
وتَنَحَّ غيرَ باعِدٍ ، وغيرَ بَعَدٍ ـ كسَبَبٍ ـ ( أي غيرَ صاغرٍ ، وغلط الفيروزآباديُّ فجعل الجميعَ بَمعنى كُنْ قريباً.
وما هو ولا هي بِبِعَيدٍ ، وبِبَعَدٍ ، كسَبَبٍ ) (١) : يستوي فيه المذكّرُ والمؤُنَّثُ ، والواحدُ وفَرْعاهُ.
ورَجُلٌ مِبْعَدٌ ، كمِنْبَرٍ : كثيرُ الأَسفارِ.
وأَبْعَدَهُ اللهُ : لعنَهُ ونحَّاهُ عن الخيرِ.
وبُعْداً له ـ من المصادرِ الَّتي لا يُستعمَلُ إظهارُ فعلِها ـ أَي هلاكاً له ، أَو بُعْداً له من رحمةِ اللهِ ، وتقديرُهُ : أَبْعَدَهُ اللهُ فَبَعِدَ بُعْداً.
ولا تَبْعَدْ (٢) ، كتَفْرَح : دعاءٌ ، أَي لا تَهلِك ، وأَكثرُ ما يستعملُ في النُّدبةِ لِمَن كان محمودَ الحياةِ عزيزَ الفقدانِ ؛ لدلالتهِ على مساسِ الحاجةِ إلى حياةِ المندوبِ ، وقلَّهِ الاستغناءِ عنه.
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».
(٢) ضبطت « لا تبعُد » بضمّ العين ضبط قلم في أساس البلاغة.