المثل
( أَفْرَخَ رَوْعُك ) (١) أَي ذَهَبَ خَوْفُك وزالَ ؛ من أَفْرَخَت البَيْضَةُ ، إِذا انفَلَقَتْ عن الفَرْخِ فَخَرَج منها. يُضْرَبُ في الدُّعاءِ لمن كان خائفاً أَنْ يَذْهَبَ خَوْفُهُ.
ويروى : ( أَفْرِخْ رَوْعَكَ ) بصيغةُ الأَمر ؛ مِنْ أَفرَخَ المُتعدِّي أي سَكِّن جأشَكَ ولا تَخَف.
قال أَبو الهيثم : كلُّهم قالوا : رَوعَكَ بفتح الرَّاءِ والصَّوابُ ضمُّها ؛ لأَنَّه بالفتح المصدر ، وبالضّمِّ القلبُ وموضع الرَّوْعِ ، وأَنشد لذي الرُّمُّةُ (٢) :
جَذْلانُ قَد أَفْرَخَت عَن رُوعِهِ الكُرَبُ (٣)
( أَفْرَخَ القَوَمُ بَيْضَتَهُم ) (٤) أَي أَبدَوْا سرَّهم وكشفوا أَمرهُم ؛ من أَفْرَخَت الحمامةُ بَيْضَها ، إِذا أَخْرَجَتِ الفِراخَ منها ، ف « أَفْرَخَ » متعدّ ، و « بَيضتَهم » مفعولٌ.
وقيل (٥) : هو لازمٌ من أَفْرَخَتِ البيضةُ ، وانتِصابُ « بَيْضَتهم » على التّمييزِ ـ نحو : غَبِنَ رأَيَهُ وأَلِمَ رأسَهُ ـ وأَصلُ الكلام : أَفْرَخَتْ بَيْضَةُ القومِ ؛ أَي خَرَجَ فَرْخُها ، ثمَّ أُسنِدَ الفِعلُ إِلى القَوْمِ وأُتي بالبَيضَةِ منصوبةً للتّبيين.
يضرب لانكشافِ الأَمر وظهورِ السِّرِّ.
فرسخ
الفَرْسَخُ ، كجَعْفَرٍ : ما تَطاوَلَ وامتَدَّ بلا فُرْجَةٍ فيهِ ، والطَّويلُ من الزَّمانِ ، ومنه : انتظرتُك ( فَرْسَخاً ) (٦) من النَّهارِ ، أَي طويلاً ..
و ـ : الفُرْجَةُ بين الشَّيئَين ، والسَّاعةُ ، والسّكونُ ، والرَّاحةُ ، والكثيرُ الدَّائمُ لا ينقطعُ ، والامتدادُ ، والتَّطاولُ من غير فُرْجةٍ وإِقلاعٍ ، والبرزخُ بين سكونٍ
__________________
(١) مجمع الأَمثال ٢ : ٨١ / ٢٧٨٩.
(٢) حكاه عنه في مجمع الأمثال.
(٣) ديوانه ١ : ١١٠ / ٩٩ ، وصدره :
ولَّى يَهُذُّ انهزاماً وَسْطَها زَعِلاً
(٤) مجمع الامثال ٢ : ٨٢ / ٢٧٩٣.
(٥) المستقصى ١ : ٢٦٧.
(٦) ليست في « ت » و « ش ».