وآخرُ لجعفر بن أَبي طالب.
وكصَبُورٍ : فرسُ ربيعةَ بنِ جُشَمَ.
وكعَبَّاس : اسمُ بعيرٍ.
الكتاب
( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ) (١) نُنَزِّهُكَ عمَّا لا يليقُ بِشأنكَ مُلتبسينَ بحمدك ، أَو نتكلَّمُ بالحمدِ لك والنُّطقُ بالحمد لله تَسْبيحٌ ، أَو نصلِّي لك ، ومثلُهُ : ( وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) (٢).
( قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا ) (٣) تنزيهاً لك عن الاعتراضِ في حكمكَ ، أَو عن أَن يعلَم الغيبَ أَحدٌ سواك ، أَو عن فعلِ كلِّ قبيحٍ ، أَو هو تعجُّبٌ من سؤالهم عمَّا لا يعلمونهُ.
( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ) (٤) تنزيهاً له عن أَن يعجزَهُ أَمرٌ أَرادهُ وإِن استبعَدَتهُ العقولُ كالإِسراءِ المذكور ، أَو هو تعجيبٌ (٥) من قدرتِهِ على ذلك ، أَو ممَّن لم يقدِّرِ اللهَ حقَّ قدرِهِ وأَشركَ به غَيرَهُ مع قدرتِهِ على مثل هذا الأَمرِ العجيبِ.
( تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ ) تَسْبِيحَهُمْ (٦) أَي تشهدُ السَّماواتُ السَّبعُ والأَرضُ ومن فيهنَّ من الملائكةِ والثَّقلين له تعالى بتنزيهِهِ عمَّا لا يليقُ بجلالِهِ ، على أَنَّ التَّسِبيحَ مرادٌ به معنىً منتظمٌ لما ينطقُ به لسانُ المقالِ ولسانُ الحالِ بطريقِ عمومِ المجازِ ؛ إِذ لا مساغَ لاستعمالِ المشتركِ في معنييهِ عند المحقِّقين ، وما من شيءٍ من الأَشياءِ حيواناً كان أَو نباتاً أَو جماداً إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمِدِهِ بلسانِ الحالِ ؛ لدلالتِهِ بإِمكانِهِ وحدوثِهِ دلالةً واضحةً على تنزُّههُ (٧)
__________________
(١) البقرة : ٣٠.
(٢) الشّورى : ٥.
(٣) البقرة : ٣٢.
(٤) الإسراء : ١.
(٥) في « ش » : تعجّبٌ.
(٦) الإسراء : ٤٤.
(٧) في « ج » : تنزيهه بدل : تنزّهه.