بالإِباحةِ مع أَنَّه ركنٌ أَو واجبٌ ؛ لما أَنَّه كان في الجاهلية ( على الصَّفا ) (١) صنمٌ اسمه أَسافٌ وعلى المروة آخرٌ اسمهُ نائِلَةُ ، فكانوا إِذا سعوا بينهما مسحوا بهما ، فلمَّا جاءَ الإِسلامُ وكسَّر الأَصنامَ تحرَّجَ المسلمون أَن يطوفوا بينهما ، فنزلت ؛ لرفع الجُنَاحِ عنهم ، فالإِباحَة ( تنصرف ) (٢) إِلى وجود الصنمين حال السّعي ، لا إِلى نفس السّعي.
( أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ) (٣) أَي ذوي أَجنِحَةٍ متعدِّدةٍ ؛ فمنهم خَلْقٌ لكلِّ واحدٍ منهم جَنَاحَانِ (٤) ، وخلقٌ لكلِّ واحدٍ منهم ثلاثةُ أَجْنِحَةٍ ، وخلقٌ آخرُ لكلِّ واحدٍ منهم أربعةُ أَجنِحَةٍ.
وقال الحكيم : الجَنَاحَانٍ إِشارةٌ إِلى الجهتين : جهةُ الأَخذ من الله ، وجهةُ الإِعطاءِ لمن دُونَهم ، ومنهم من يفعل بواسطةٍ ، فلهم ثلاثُ جهاتٍ أَو أكثرُ عَلَى حسبِ الوسائطِ.
الأَثر
( يُجَنِّحُ في سُجُودِهِ ) (٥) من باب التَّفعيل ، والتَّجْنِيح والاجْتِنَاحُ والتَّجَنُّح في السّجود بمعنىً ، وهو أَن يرفع ساعديهِ فيه عن الأَرض ولا يفرشهما ، ويجافيهما عن جانبيهِ ، ويعتمد على كفيَّه ، فيصيرُ ساعداهُ مثل جَنَاحَي الطّائر.
( فَاجتَنَحَ عَلَى أُسَامَةَ ) (٦) خرج مائلاً مُتَّكِئاً عليه.
جندح
جُنَادِحُ ، كسُرَادِقٍ : ابن ميمونٍ يعدُّ في الصّحابة ، شهدَ فتحَ مصرَ ، لا يعرف له حديثٌ.
__________________
(١) و (٢) ليست في « ت » و « ش ».
(٣) فاطر : ١.
(٤) في « ش » هنا زيادة : إشارة إلى الجهتين.
(٥) صحيح مسلم ١ : ٣٥٦ / ٢٣٦ ، مسند أحمد ٥ : ٣٤٥.
(٦) النّهاية ١ : ٣٠٥.