وبني على الكسر لشبهِهِ بفَعَالِ في الأَمر.
وقولهم : لا بَرَاحَ ، أَي لا بَراحَ لي ، فإِن فَتَحْتَ ف « لا » نافيةٌ للجنسِ ، وإِن رَفَعْتَ ف « لا » عاملةٌ عمل ليس ، ويمتنعُ كونها مهملةً ؛ لوجوب التّكرارِ حينئذٍ.
ويقالُ للأَسدِ والباطلِ : حَبِيلُ بَرَاحٍ كأَمِيرٍ ؛ كأَنَّ كلاًّ منهما شُدَّ بالحبالِ فلا يَبْرَح عند البأسِ.
وأَبْرَحَهُ إِبْراحاً : عظَّمهُ وأَكرمَهُ وأَعجبَهُ ، يقال : أَبْرَحَ فلانٌ رجلاً وأَبْرَحَ فارساً ؛ إِذا فضِّل وتعجِّب منه.
وأَبْرَحْتَ كرماً ، وأَبرَحْتَ لؤُماً ، أَي أَعجَبتَ وبالغتَ.
ويقالُ للرَّامي إِذا أَخطأَ : بَرْحَى ، وإِذا أَصابَ : مَرحَى كسَكْرى فيهما.
وإِذا سأَلتَ : أَأَخطأَ أَم أَصابَ؟ قلت : أَبَرْحَى أَم مَرْحَى؟
ويقال للنَّاقة إِذا كانت من خيار الإِبل : هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ ، كغُرْفَةٍ من الغُرَف.
ومن المجاز
هذا رأيٌ بارِحٌ : منكرٌ.
وهذه فِعلَةٌ بَارِحَةٌ : لم تقع على قصدٍ وصوابٍ.
وفتلَ الحبلَ فتلةً بَارِحَةً : شَزْراً ، وهو أَشدُّ الفتلِ ، وأَصلُ ذلك كلِّه من الطَّائرِ البَارِحِ.
واليَبْروُحُ ، كيَعْقُوبَ : أَصلُ اللُّفَّاحِ ، وهو يونانيٌّ ، ويسمَّى أصلُ البَرِّي منه : يَبْرُوحَ الصَّنمِ ؛ لأَنَّه يكون ملتفّاً في صورةِ إِنسانينِ مُعتنقينِ ذكرٍ وأُنثى قد غطَّى الأُنثى شَعَرٌ إِلى الحمرةِ لا ينقُصُ منهما شيءٌ من أَعضاءِ الإِنسانِ.
وبَيْرَحَى ، كخَيْزَلَى ، وبكسر الباءِ وفتح الرَّاءِ وضمِّها ممدودةً : بستانٌ أَو أَرضٌ كان لأَبي طلحةَ بن سهلٍ الأَنصاريّ بالمدينةِ ، ورواهُ بعضهم : بئرَ حاءٍ ، بإِضافةِ بئرٍ إِلى حاءٍ. قال : وَحاءٌ بصورةِ حرفِ الهجاءِ : رجلٌ أَو امرأةٌ أَو قبيلةٌ أَو مكانٌ أُضيفَ إِليهِ البئرُ. وقيل : سمِّيت بذلك ؛ لزجرِ الإِبلِ عنها بـ « حاءٍ » وهي كلمةٌ يُزجَرُ بها الإِبل إِذا رويت من الماءِ. فالاسم على القولين مركَّبٌ إِضافيٌ