الكتاب
( فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ) (١) فقسَّمَ البشر قسمين : ذوي نَسبٍ ، وهم الذّكور الّذين يُنْسَبُ إليهم فيقال : فلانُ بنُ فلانٍ ، وفلانةُ بنتُ فلانٍ.
وذواتِ صهرٍ ، وهنَّ الإناثُ التي يُصاهرُ بِهِنَّ. ونحوُهُ : ( فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ) (٢).
( فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ) (٣) ليس المراد ( به ) (٤) نفيَ النَّسَبِ ؛ لأنَّهُ ثابِتٌ بالحقيقة ، بل نفي الاعتدِادِ به وما يترتَّبُ عليه من التّعاطف والتَّراحُم ؛ إذ( يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ) ، أو لا أنْسَابَ يفتخِرونَ بها ، فلا يفضُلُ بعضُهُم بعضاً يومئذٍ بنَسَبٍ بل بأعمالهم.
( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ) (٥) حيث قالوا : سَرَواتُ الجِنِّ بَناتُ الرّحمان ، وقال الكَلبيُّ : زَعَموا أنَّهُ سبحانَهُ تزوَّجَ إلى الجِنِّ فخرج منها الملائكةُ (٦).
الأثر
( كُلُ نَسَبٍ وَصِهْرٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلاَّ نَسَبِيَ وصِهْرِي ) (٧) يعني بانقِطاعِهِ عدمَ الانتفاعِ ( به ) (٨) ؛ لقولِهِ تعالى : ( فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ ).
( فَجَعَلَ يَنْسُبُ القَبَائِلَ ) (٩) ؛ مِن نَسَبَهُ ، إذا قال له : ما نَسَبُك؟
المصطلح
النِّسْبَةُ : عَرَضٌ معقولٌ بالقياس إلى
__________________
(١) الفرقان : ٥٤.
(٢) القيامة : ٣٩.
(٣) المؤمنون : ١٠١.
(٤) ليست في « ت ».
(٥) الصافات : ١٥٨.
(٦) عنه في تفسير البغوي ٤ : ٣٨.
(٧) أمالي الطوسيّ : ٣٥٠ ، وسائل الشيعة ٢ : ٣٨ / ب ٨ ح ٥.
(٨) ليست في « ت ».
(٩) الفائق ١ : ٢٠٤.