الكتاب
( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ) (١) خاف الوقوع في أمرٍ شاقّ ؛ وهو الإثم الذي يؤَدِّي إليه غلبةُ الشهوةِ ، أو الحدُّ ؛ لأنّه إذا هواها خَشيَ أن يواقِعها فَيُحدَّ ، أو الأمراض الشَّديدةُ المُتَسبِّبةُ عن طول العزوبة ، والأوَّلُ أليَقُ ببيان القرآن.
( عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما ) عَنِتُّمْ (٢) شاقٌّ عليه عَنَتُكم ولقاؤُكم المكروه ، فهو يخاف عليكم الوقوع في العذاب.
( وَدُّوا ما ) عَنِتُّمْ (٣) أحَبَّوا وتَمَنَّوا عَنَتَكم ، أي مَشَقَّتكم وإضرارَكم في دينكم ودنياكم.
( وَلَوْ شاءَ اللهُ ) لَأَعْنَتَكُمْ (٤) لأهلكَكُم ، أو لشدَّدَ عليكم في التّكليف بما يَشُقُّ عليكم كما فعل ممّن كانَ قبلَكم.
الأثر
( أيُّما طَبيبٍ تَطَبَّبَ ولم يَعْرِف الطِّبَ فَأعْنَتَ فهو ضامنٌ ) (٥) أيْ أضَرَّ وأفْسَدَ ؛ من العَنَتِ بمعنى الفسادِ.
( أنْعَلَ دَابَّةَ رَجُلٍ فَعَنِتَتْ ) (٦) أي غَمَزَت ، سُمِّي الغَمْزُ عَنَتاً لأنَّه ضَرَرٌ وفسادٌ.
( أرَدْتَ أنْ تعَنّتَنِي ) (٧) بفتح التّاء من تَعَنَّتَهُ إذا طلب عَنَتَهُ أي زَلَّتَه ، كَتَسَقَّطَهُ.
( سَلْ تَفَقُّهاً ولا تَسَلْ تَعَنُّتاً ) (٨) من تَعَنَّتَهُ إذا سَألَهُ عن شيءٍ يَمتحِنُهُ به ويُدخِلُ عليه اللَّبسَ ويُوقِعُهُ في المَشَقَّةِ.
عهت
المُتَعَهِّتُ : المائقُ المُتَجَنِّنُ ؛ كأنّه
__________________
(١) النّساء : ٢٥.
(٢) التّوبه : ١٢٨.
(٣) آل عمران : ١١٨.
(٤) البقرة : ٢٢٠.
(٥) الفائق ٣ : ٣٢ ، النّهاية ٣ : ٣٠٧.
(٦) الفائق ٢ : ٣٩٢ ، النّهاية ٣ : ٣٠٧.
(٧) الفائق ٣ : ٢٢٩ ، النّهاية ٣ : ٣٠٧.
(٨) نهج البلاغه ٣ : ٢٢٩ / ٣٢٠ ، وفيه : ولا تسأل بدل : لا تسل.