نظمَهُ بالغوا في التّفكُّرِ فيه ، ومنه : ( إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ ) (١).
( فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً ) (٢) مصدرٌ واقعٌ موقعَ الحال أي بَائِتينَ ، أو الظّرفِ أي وَقْتَ (٣) بَيَاتٍ ، أو هو اسمُ ( مصدرٍ ) (٤) من التَّبْيِيتِ ؛ وهو الإيقاعُ بالعدوِّ ليلاً ، أي مُبَيِّتاً لهم أو مُبَيِّتِينَ ، ونحوه : ( أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً ) (٥).
( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ) (٦) أرادَ بالبَيْتِ جميع الحرم لا نفس الكعبة ؛ لأنَّ حُكْمَ الأمنِ يَشْمُل الكلّ ، وصحَّ هذا الإطلاقُ ؛ لأنَّ الحُرمةَ نشأت بسببِ الكعبةِ نفسها.
( أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) (٧) إضافة البَيْتِ إلى ضمير الجلالة للتّشريفِ والتّعظيمِ ، والمعنى : طهِّراهُ من الأنجاسِ والأوثانِ وطوافِ الحائضِ والجنبِ والخَبائِثِ كلِّها.
( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) (٨) أي كمشكاةٍ في بُيُوتٍ وهي بُيُوت النّبيِّ صلىاللهعليهوآله ، أو سبِّحوا في بُيُوتٍ وهي المساجدُ.
والإذنُ : الأمرُ أي أمَرَ رفعهَا ، يريدُ : بناءها أو تعظيمَها.
( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) (٩) أي بُنيَ ولم يكن قبلَهُ بَيْتٌ مبنيٌّ ، أو وضع للعبادةِ ، أو هو أوَّلٌ بالشّرفِ لا بالزّمانِ.
( أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١٠) سوِّيا لهم بُيُوتاً يسكنون فيها ، واجعلوا أنتما
__________________
(١) النّساء : ١٠٨.
(٢) الأعراف : ٤.
(٣) في « ت » : وقع.
(٤) ليست في « ت » و « ش ».
(٥) الأعراف : ٩٧.
(٦) و (٧) البقرة : ١٢٥.
(٨) النّور : ٣٦.
(٩) آل عمران : ٩٦.
(١٠) يونس : ٨٧.