ضعيف الحديث ، غال المذهب ، كان يصحب يونس بن ظبيان ، ويكثر الرواية عنه ، وله كتاب عن أبي عبد اللّه عليه السلام لا يلتفت إلى حديثه. انتهى.
وأنت تدري أنّا لا نثق بتضعيفات ابن الغضائري ؛ لكونه كثير الجرح للثقات ، كما لا نثق برمي القدماء ـ سيما القميّين ـ بالغلوّ ، لعدّهم جملة ممّا هو من ضروريات المذهب اليوم غلوّا في يومهم ، ولكن الرجل لم يرد فيه مدح ، فإن
__________________
وعلى كلّ حال ؛ جاءت روايته في الكافي ٥٢/١ حديث ١١ باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب ، بسنده : .. عن أبي سعيد الخيبري ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام ..
وجاء في كامل الزيارات : ١٢٦ باب ٤٥ برقم ٤ ، بسنده : .. عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الخيبري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام .. أقول : قال بعض أعلام المعاصرين في معجمه ٨١/٧ ـ ٨٢ : أقول : شهادة جعفر بن قولويه بوثاقة الرجل لا يعارضها ما ذكره النجاشي عن أحمد بن الحسين من ضعفه في مذهبه ، فإنّ الضعف في المذهب لا ينافي الوثاقة ، وأمّا ما في الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري من أنّه ضعيف الحديث فلا يمكن الاعتماد عليه لعدم ثبوت صحّة الكتاب ونسبته إلى ابن الغضائري ، بل أنّ ظاهر كلام النجاشي أنّ أحمد بن الحسين لم يذكر إلاّ ضعفه في مذهبه دون حديثه ، وهذا من جملة المؤيّدات على أنّ الكتاب ليس لابن الغضائري ، وعلى ما ذكرناه فالرجل ثقة يعتمد على رواياته.
أقول : ما ذكر في معجم رجال الحديث على مختار مؤلفه من أنّ كل من وقع في طريق روايات كامل الزيارات فهو ثقة ، واستفاد ذلك من عبارة كامل الزيارات في صفحة : ٤ ، وقال قدّس سرّه : وقد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روى عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته ، ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذّاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية ..
أقول : والذي أستفيده بحسب فكري القاصر أنّ ابن قولويه قدّس سرّه يقصد أنّه لا يروي إلاّ عن الثقات ، فعليه كلّ من يروي عنه ابن قولويه بلا واسطة يشمله هذا التوثيق بلا ريب ، أمّا أنّ الثقة لا يروي إلاّ عن الثقة فهذا لا دليل عليه ، ولذلك لا يسعنا متابعة المعاصر. وقيل : إنّه رحمه اللّه رجع عن مبناه السالف.