__________________
المقتدر باللّه الخليفة العباسي الثامن عشر من خلفاء العباسية في وزارة علي بن عيسى ، وقبل الوزارة الثانية لابن الفرات ، إلى أن مات ببلدة آمل من بلاد طبرستان ، وقبره الآن في قبّة بها معروفة ، وقد رأيته بها في منصرفي عن مشهد الرضا عليه السلام مجتازا من تلك البلاد .. ثم ذكر عبارة الخلاصة ورجال النجاشي ومنهج المقال ، ثم قال : وأما في الرجال الوسيط فقد نقل كلام العلاّمة في المتن بتمامه وكلام النجاشي إلى قوله : صنف كتبا ، وأسقط كلمة (رحمه اللّه) أيضا من كلام النجاشي في المتن ، وكتب على هامش الرجال الوسيط في هذا الموضوع تتمة كلام النجاشي مع لفظه (رحمه اللّه) ، لكن أسقط كتاب الشهداء إلى قوله : فيما نقم عليهم .. في متن الرجال الكبير ، وفي هامش الرجال الوسيط أيضا كما أومأنا إليه آنفا ، وقال في هامش الرجال الوسيط أيضا : هذا هو الذي اتخذه بعض الزيدية إماما ، وهو المعروف عندهم ب : ناصر الحق. انتهى.
وأقول : وأشار بقوله : (بعض الزيدية) إلى أنّه ليس إماما عند كلهم ، وذلك لأنّ في كل بلد خرج واحد من السادات ممن يظن الاعتقاد بإمامة زيد ، واعتقد أهل تلك الناحية خاصة بإمامته لا سائر الناس ، مثلا لما خرج الناصر بطبرستان وجيلان اعتقد أهلها إمامته ، ومن خرج باليمن اعتقد أهلها إمامته ، ولذلك ليس كل من خرج باليمن أيضا إماما للزيدية الذين بطبرسان وجيلان ، وبالعكس .. وعلى هذا القياس ، نعم بعض أئمتهم متفق عليه عند الكل كزيد بن علي .. ثم ذكر كلام النجاشي في ترجمة الحسين ابن سعيد الأهوازي وما يرد على أن جعفر بن الحسن هو الناصر ، ثم قال : ثم إنّه قد عدّ ابن شهرآشوب في أواخر فهرس معالم العلماء الناصر العلوي من جملة الشعراء المجاهرين بمدح أئمة أهل البيت عليهم السلام في جملة شعراء الشيعة المعروفين ، والظاهر أنّه أراد به هذا السيّد ، فتأمّل.
أقول : وقد ألّف بعض علماء الزيدية كتابا في فقههم وسمّاه : كتاب الإبانة في فقه الناصر للحق هذا ، وهو كتاب معروف عندهم ، وعليه شروح وتعليقات من علمائهم ، وقد رأيتها بإصبهان وغيره ، وسيجيء أنّ من مؤلفاته كتاب المسترشد ، ولعله هو بعينه كتاب الإمامة الصغير أو الكبير أو هو غيرهما ، فلاحظ ، ثم نقل كلام مجالس المؤمنين وابن الأثير في الكامل ، ثم قال : وأقول : وسيظهر ممّا ننقله من كتاب المجدي بعض ما يرد على كلام ابن الأثير ، ثمّ قال : أقول : ولما كان في معرفة تعيين اسم الناصر للحق