_________________
يا سيّدي! فسأله عن ذلك فقال : إنّه حاكمني إلى الحجر الأسود وزعم أنّه ينطق فسرت معه إليه ، فسمعت الحجر يقول : يا محمد! سلّم الأمر لابن أخيك فهو أحقّ ، فصار أبو خالد من يومئذ إماميّا ، فلمّا بلغ ذلك السيد الحميري رجع عن الكيسانيّة وصار إماميّا. ثم قال : ونقل المسعودي في مروج الذهب أنّه قال في قصيدة أوّلها :
تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر |
|
.................. |
قلت : وهذه القصّة من أكاذيب الرافضة ، وكذا ما ذكروه أنّه قيل لجعفر : كيف تدعو للسيد الحميري وهو يشرب المسكر ويشتم أبا بكر وعمر ويؤمن بالرجعة ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه : «أنّ محبّي آل محمد ، لا يموتون إلاّ تائبين».
ثم قال : وفي المنتظم لابن الجوزي : إنّه لمّا احتضر أخذه كرب فجلس فقال : اللهم هذا كان جزائي في حبّ آل محمد؟ وما تكلّم إلى أن أفاق إفاقة ففتح عينيه فنظر إلى ناحية القبلة فقال : يا أمير المؤمنين! أتفعل هذا بوليّك؟! قالها ثلاث مرّات فتجلّى واللّه في جبينه عرق بياض ، فما زال يتسع ويلبس وجهه حتى صار كلّه كالبرد فمات ، فأخذنا في جهازه. قلت : هذه حكاية مختلقة ، والمتّهم بها هذا الرافضي وحفيده إسحاق لا أعرف حاله .. إلى أن قال : قال الأصمعي : لو لا مذهبه لما قدّمت عليه أحدا من أهل طبقته ، وقيل : لمّا سمع بشّار بن برد شعره قال له : لو لا أنّ اللّه شغلك بمدح أهل البيت لافتقرنا. وكان أبواه ناصبيّين فهجاهما.
أقول : إنّما ذكرت تفصيل كلام لسان الميزان وغيره ليعلم مدى تعصّب هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم مسلمين ، وليعلم أنّ تعصّبهم الأعمى بلغ بهم إلى أيّ مرتبة من العداء لأهل البيت وشيعتهم ، وإنّ كل ما ينقض مذهبهم ، أو لا يوافق هواهم أنكروه ونسبوه إلى الاختلاق ، وأنّ الراوي رافضي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ، [سورة الكهف (٨) : ١٠٣ و ١٠٤]. وفي المختصر في أخبار البشر (تاريخ أبي الفداء) لأبي الفداء ١٤/٢ : وفيها ـ أعني سنة تسع وسبعين ومائة ـ توفّي السيّد الحميري الشاعر .. إلى أن قال : والسيّد لقب غلب عليه ، أكثر من الشعر ، وكان شيعيّا كثير الوقيعة في الصحابة ، وكان كثير المدح لآل البيت والهجو لعائشة أمّ المؤمنين .. فمن ذلك قوله في مسيرها إلى البصرة لقتال عليّ [عليه السلام] من قصيدة طويلة :
كأنّها في فعلها حيّة |
|
تريد أن تأكل أولادها |