__________________
أبي سعد السمّان والمشيخة جميعها بخطّ الزمخشري ما مثاله : ذكر الاستاذ أبو عليّ الحسين بن محمّد بن مردك في تاريخه : الشيخ الزاهد إسماعيل بن عليّ السمّان شيخهم ، وعالمهم ، وفقيههم ، ومتكلّمهم ، ومحدثهم ، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ، ومعرفة الرجال ، والأنساب ، والفرائض ، والحساب والشروط ، والمقدرات ، وكان إماما أيضا في فقه أبي حنيفة وأصحابه ، وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي ، وفي فقه الزيديّة ، وفي الكلام ، وكان يذهب مذهب أبي الحسن البصري ، ومذهب الشيخ أبي هاشم ، وكان قد حجّ وزار قبر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ودخل العراق وطاف الشام والحجاز ، وبلاد المغرب ، وشاهد الرجال والشيوخ ، وقرأ عليه ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه ، وقصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره ، وكان يقال في مدحه : إنّه ما شاهد مثل نفسه ، وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا ، قوّاما ، مجتهدا صوّاما ، قانعا راضيا ، أتى عليه أربع وسبعون سنة ولم يدخل إصبعه في قصعة إنسان ، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد في حضره ولا سفره ، مات ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان ، كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والإرشاد والهداية والعبادة ، خلّف ما جمعه طول عمره من الكتب وقفا على المسلمين. كان تاريخ الزمان ، وشيخ الإسلام ، وبقية السلف والخلف ، مات ولا فاته في مرضه فرض ولا واجب من طاعة اللّه تعالى من صلاة وغيرها ، ولا سال منه لعاب ، ولا تلوّث له ثياب ، ولا تغيّر لونه ، وكان يجدّد التوبة ويكثر الاستغفار ، ويقرأ القرآن. قال أبو الحسن المطهّر ابن عليّ المرتضى : سمعت أبا سعد إسماعيل السمّان يقول : من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام ، وصنّف كتبا كثيرة ، ولم يتأهّل قطّ ، ومضى لسبيله وهو يتبسم كالغائب يقدم على أهله ، وكالمملوك المطيع يرجع إلى مالكه ، مات بالري وقت العتمة من ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، ودفن ليلة الأربعاء بجبل طبرك ..
وفي تذكرة الحفاظ ٣٠٠/٣ ـ ٣٠١ في مادّة السمّان : الحافظ الكبير المتقن أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن زنجويه الرازي ، سمع عبد الرحمن بن محمّد ابن فضالة وأبا طاهر المخلّص .. ثمّ ذكر كلام المطهّري بن علوي المرتضى وكلام الكتّاني ، وكلام أبي القاسم ابن عساكر وقد تقدّمت كلماتهم ، ثمّ قال عن وفاة أبي سعد السمّان : سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، قال : وكان عدليّ المذهب معتزليّا ،