منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام إلى أن مضى لسبيله ـ صلّى اللّه على روحه ـ وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الرأي ..» .. إلى آخره. يدلّ على ذمّ سيرته سابقا ، وأنّه قد خرج عن تلك السيرة السابقة ، ومثل ذلك ليس قدحا ، لأنّ المدار على الحال الحاضرة.
وإن أراد بذمّ سيرته الإشارة إلى قوله عليه السلام : «أنتم في غفلة عمّا إليه
__________________
ورجوعا إلى طاعة اللّه عزّ وجلّ ، فاعملوا من بعد ما شئتم ، فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون ، ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين. والحمد للّه كثيرا رب العالمين ، وأنت رسولي يا إسحاق! إلى إبراهيم بن عبدة وفقه اللّه أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري إن شاء اللّه ، ورسولي إلى نفسك ، وإلى كلّ من خلفك ، ببلدك أن يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى إن شاء اللّه ويقرأ إبراهيم بن عبدة كتابي هذا و [على] من خلّفه ببلده ، حتى لا يسألوني ، وبطاعة اللّه يعتصمون ، والشيطان باللّه عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون ، وعلى إبراهيم بن عبدة سلام اللّه ورحمته ، وعليك يا إسحاق! وعلى جميع مواليّ السلام كثيرا ، سدّدكم اللّه جميعا بتوفيقه .. إلى أن قال عليه السلام : ويا إسحاق! اقرأ كتابنا على البلالي رضي اللّه عنه ، فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ، واقرأه على المحمودي عافاه اللّه فما احمدنا له لطاعته ، فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا ، والذي يقبض من موالينا .. إلى أن قال عليه السلام : فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي اللّه عنه برضاي عنه ، فتسلّم عليه وتعرفه ويعرفك .. إلى أن قال عليه السلام : سترنا اللّه وإيّاكم يا إسحاق! بستره وتولاّك في جميع أمورك بصنعه ، والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة اللّه وبركاته وصلى اللّه على سيّدنا محمّد النبي وآله وسلّم كثيرا». ومن تأمّل في هذه الرسالة من أوّلها إلى آخرها يجد أنّ ما كان فيها المخاطب في هذه الرسالة إسحاق فقط بل كان الخطاب موجها إلى الشيعة تارة وإلى إسحاق تارة اخرى ويظهر أنّ إسحاق هذا كان غير محمود السيرة ثم صار محمود السيرة وعلى كلّ حال الإمام عليه السلام في رسالته هذه دعا لإسحاق وشرّفه بهذه الرسالة وبإبلاغ سلامه إلى شيعته عامّة وعليه وعلى إبراهيم بن عبدة خاصة.