.. إلى أن قال : وتوفّي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى ، وقيل : لعشر خلون منها ، سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. انتهى المهمّ من كلام ابن خلّكان (١).
__________________
(١) أقول : قال : في سير أعلام النبلاء ٥/١٤ برقم ١ : ثعلب العلاّمة المحدّث ، إمام النحو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي : صاحب الفصيح والتصانيف. ولد سنة ٢٠٠ ، وكان يقول ابتدأت بالنظر وأنا ابن ثماني عشرة سنة ، ولمّا بلغت خمسا وعشرين سنة ما بقى عليّ مسألة للفرّاء ، وسمعت من القواريري مائة ألف حديث. قلت : وسمع من إبراهيم بن المنذر ، ومحمّد بن سلام الجمحي ، وابن الأعرابي ، وعلي بن المغيرة ، وسلمة بن عاصم ، والزبير بن بكّار. وعنه نفطويه ، ومحمّد بن العباس اليزيدي ، والأخفش الصغير ، وابن الأنباري ، وأبو عمرو الزاهد ، وأحمد بن كامل ، وابن مقسم الذي روى عنه أماليه .. إلى أن قال : وعمّر ، وأصمّ ، صدمته دابّة فوقع في حفرة ، ومات منها في جمادى الاولى سنة ٢٩١.
وروى الشيخ المفيد أعلى اللّه تعالى درجته في أماليه : ٩٦ المجلس الحادي عشر حديث ٧ بسنده : .. قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري ، قال : حدّثنا أحمد ابن يحيى ، قال : حدّثنا ابن الأعرابي ، عن حبيب بن بشّار ، عن أبيه ، قال : حدّثني علي ابن عاصم ، عن الشعبي قال : لمّا وفد شدّاد بن أوس على معاوية بن أبي سفيان أكرمه وأحسن قبوله ، ولم يعتبه على شيء كان منه ، ووعده ومنّاه ، ثم إنّه أحضره في يوم حفل فقال له : يا شدّاد قم في الناس واذكر عليّا وعبه لأعرف بذلك نيّتك في مودّتي ، فقال له شدّاد : اعفني من ذلك ، فإنّ عليا قد لحق بربّه ، وجوزي بعمله ، وكفيت ما كان يهمّك منه ، وانقادت لك الامور على إيثارك ، فلا تلتمس من الناس ما لا يليق بحلمك ، فقال له معاوية : لتقومنّ بما أمرتك به وإلاّ فالريب فيك واقع ، فقام شداد فقال : الحمد للّه .. إلى أن قال : أيها الناس إنّ الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر ، وإنّ الدنيا أجل حاضر يأكل منها البرّ والفاجر ، وإنّ السامع المطيع للّه لا حجّة عليه ، وإنّ السامع العاصي لا حجّة له ، وإنّ اللّه إذا أراد بالعباد خيرا عمّل عليهم صلحاءهم ، وقضى بينهم فقهاءهم ، وجعل المال في أسخيائهم. وإذا أراد بهم شرّا عمّل عليهم سفهاءهم ، وقضّى بينهم جهلاءهم ، وجعل المال عند بخلائهم ، وإنّ من صلاح الولاة أن يصلح قرناؤها ، ونصحك يا معاوية من أسخطك بالحقّ ، وغشّك من أرضاك بالباطل ، وقد