والعجب من الفاضل المجلسي في الوجيزة (١) ، من جعله حسنا ، مع ما سمعت من الشيخ المفيد رحمه اللّه من وصفه بالورع ، وحبّ الإمام له ، فإنّي أفهم من ذلك ما فوق التوثيق. اللهم إلاّ أن يكون غرض الفاضل المجلسي منع دلالة الورع على العدالة ، وهو كما ترى.
__________________
(طبعة طهران) الذي رتّبه على مقدّمة وفصول وخاتمة ، وفي الفصل الأوّل في ذكر مزار السادات الأشراف بشيراز : الأوّل منها مزار سيّدنا أحمد بن موسى .. إلى أن قال : ـ ما حاصله ـ : إنّ المزار كشف وظهر في النصف الأوّل من القرن السابع في زمن السلطان أبي بكر بن سعد بن زنكي المتوفّى سنة ٦٥٩.
وفي شدّ الإزار في حطّ الأوزار عن زوّار المزار تأليف معين الدين جنيد الشيرازي : ٢٨٩ طبعة طهران قال : السيّد الأمير أحمد بن موسى بن جعفر .. إلى قال : قدم شيراز فتوفّي بها في أيام المأمون بعد وفاة أخيه علي الرضا بطوس ، وكان أجودهم وأرأفهم نفسا ، قد أعتق ألف رقبة من العبيد والإماء في سبيل اللّه تعالى ، وقيل : استشهد ولم يوقف على قبره حتى ظهر في عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناء ، وقيل : وجد في قبره كما هو صحيحا طريّ اللون لم يتغيّر ، وعليه فاضة سابغة ، وفي يده خاتم منقوش عليه (العزّة للّه أحمد بن موسى) فعرفوه به ثم بنى عليه الأتابك أبو بكر بناء.
وفي الأنوار النعمانية ٣٨٠/١ : وكان أحمد بن موسى كريما ، وكان موسى عليه السلام يحبّه ، وكان محمد بن موسى عليه السلام صالحا ورعا وهما مدفونان في شيراز والشيعة تتبرّك بقبرهما وتكثر زيارتهما وقد زرناهما كثيرا.
وممّن ذكر مدفن المترجم بشيراز آخرون لكن أقوالهم تنتهى إلى من ذكرناهم ، وخالف في ذلك ابن فندق النسّابة المعروف المتوفّى سنة ٥٦٥ في كتابه لباب الأنساب وألقاب الأعقاب ولا زال مخطوطا وخلاصة كلامه : أنّه لمّا وصل أحمد المترجم مع جماعة جاءوا معه من العراق الى اسفراين من ناحية خراسان نزلوا في أرض سبخة بين الجبلين فهجم عليهم عسكر المأمون وحاربهم وقتلهم واستشهد أحمد ودفن هناك ، وقبره هناك مزور. وبعض النسّابة يرون قبره ومزاره بشيراز وهذا مشهور من أغلاط العامّة ، انتهى كلام ابن فندق ملخّصا. واحتمل بعض المتأخرين أنّ المدفون بشيراز أحمد بن موسى المبرقع وحيث إنّه لم يستند على حجّة تاريخية فلا يعوّل على احتماله.
(١) الوجيزة : ١٤٥ [رجال المجلسي : ١٥٥ برقم (١٣٨)] قال : وابن موسى الكاظم عليه السلام ممدوح.