مسألة ٥٤: الصدقة المفروضة محرّمة على
بني هاشم،
إلاّ صدقة الهاشمي على مثله أو صدقة
غيره عند الاضطرار؛ لما تقدّم(١).
و هل تحرم الصدقة المندوبة عليهم ؟
الأقرب: المنع - و هو أحد قولي الشافعي(٢) - لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله: «من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة»(٣).
و قال عليه السّلام: «أنا شافع يوم
القيامة لأربعة أصناف و لو جاؤا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذرّيّتي، و رجل بذل
ماله لذرّيّتي عند الضيق، و رجل أحبّ ذرّيّتي باللسان و القلب، و رجل سعى في حوائج
ذرّيّتي إذا طردوا و شردوا»(٤).
و قال الصادق عليه السّلام: «إذا كان
يوم القيامة نادى مناد: أيّها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّدا يكلّمكم، فينصت الخلائق،
فيقوم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فيقول:
يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد و
منّة و معروف فليقم حتى أكافئه، فيقولون: بآبائنا و أمّهاتنا و أيّ يد و أيّ منّة
و أيّ معروف، بل اليد و المنّة و المعروف للّه و لرسوله على جميع الخلق، فيقول:
بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برّهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى
أكافئه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند اللّه عزّ و جلّ: يا محمّد
يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك، فأسكنهم من الجنّة حيث شئت، قال:
١- في ج ٥، ص ٢٦٨ و ٢٦٩ و ٢٧٣، المسائل
١٨٠ و ١٨١ و ١٨٦.
٢- مختصر المزني: ١٥٩، الحاوي الكبير
٥٣٩:٨، المهذّب - للشيرازي - ١: ١٨٣، نهاية المطلب ٥٤٧:١١، الوسيط ٥٧٥:٤، الوجيز
٢٦٩:١، حلية العلماء ١٦٩:٣، التهذيب - للبغوي - ٢٠٧:٥، البيان ٤٦٤:٣، العزيز شرح
الوجيز ٤١٩:٧، روضة الطالبين ٢٠٢:٢-٢٠٣، المجموع ٢٣٩:٦.
٣- الكافي ٨/٦٠:٤، الفقيه ١٥٢/٣٦:٢،
التهذيب ٣١٢/١١٠:٤.
٤- الكافي ٩/٦٠:٤، الفقيه ١٥٣/٣٦:٢،
التهذيب ٣٢٣/١١١:٤.