فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمّد و أهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين»(١).
و روى العامّة عن الصادق عليه السّلام عن أبيه الباقر عليه السّلام أنّه كان يشرب من سقايات بين مكة و المدينة، فقيل له: أتشرب من الصدقة ؟ فقال: «إنّما حرم علينا الصدقة المفروضة»(٢).
و الثاني للشافعي: أنّ الصدقة المندوبة محرّمة عليهم؛ لظاهر قوله عليه السّلام: «إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة»(٣)(٤).
إذا عرفت هذا، فالوجه: أنّ الصدقة المندوبة محرّمة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله؛ لما فيها من الغضّ و النقص و تسلّط المتصدّق، و علوّ مرتبته على المتصدّق عليه، و منصب النبوّة أرفع من ذلك و أجلّ و أشرف.
و لقوله عليه السّلام: «إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة»(٥).
و هو أحد وجهي الشافعيّة؛ للخبر(٦).
و الثاني: أنّها لا تحرم عليه؛ لأنّ الهديّة لا تحرم عليه، فكذا الصدقة(٧).٢.
١- الفقيه ٣٦:٢-١٥٤/٣٧.
٢- الأم ٥٦:٤، مختصر المزني: ١٥٩، المهذّب - للشيرازي - ١٨٣:١، العزيز شرح الوجيز ٤١٩:٧، المغني ٥٢٠:٢، الشرح الكبير ٧١٠:٢، السنن الكبرى - للبيهقي - ١٨٣:٦.
٣- شرح معاني الآثار ١٠:٢، و ٢٩٨:٣، المعجم الكبير - للطبراني - ٧٧:٣ - ٢٧١٣/٧٨، و ٦٤١٨/٨٧:٧.
٤- نهاية المطلب ٥٤٧:١١، التهذيب - للبغوي - ٢٠٧:٥، العزيز شرح الوجيز ٧: ٤١٩، المجموع ٢٣٩:٦.
٥- شرح معاني الآثار ١٠:٢، و ٢٩٨:٣، المعجم الكبير - للطبراني - ٧٧:٣ - ٢٧١٣/٧٨، و ٦٤١٨/٨٧:٧.
٦- راجع: الهامش (٣).
٧- الوسيط ٥٧٥:٤، حلية العلماء ١٦٩:٣، البيان ٤٥٢:٣، العزيز شرح الوجيز ٤١٩:٧، روضة الطالبين ٢٠٢:٢.