قَواماً (١) و القوام: الوسط»(٢).
و عن الوليد بن صبيح قال: كنت عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام فجاءه سائل فأعطاه ثمّ جاءه آخر فأعطاه ثمّ جاءه آخر فأعطاه ثمّ جاءه آخر فقال:
«وسّع اللّه عليك» ثمّ قال: «إنّ رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين ألفا أو أربعين ألف درهم ثمّ شاء أن لا يبقي منها شيئا إلاّ وضعه في حقّ لفعل فيبقى لا مال له فيكون من الثلاثة الذين يردّ دعاؤهم» قال: قلت: من هم ؟ قال:
«أحدهم: رجل كان له مال فأنفقه في [غير] وجهه ثمّ قال: يا ربّ ارزقني، فيقول اللّه عزّ و جلّ: ألم أرزقك ؟ و رجل يجلس في بيته و لا يسعى في طلب الرزق و يقول: يا ربّ ارزقني، فيقول اللّه عزّ و جلّ: ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق ؟ و رجل له امرأة تؤذيه فيقول: يا ربّ خلّصني منها، فيقول اللّه عزّ و جلّ: ألم أجعل أمرها بيدك ؟»(٣).
و الثاني للشافعيّة: أنّه لا يكره ذلك، بل يستحبّ.
و الثالث: أنّه إن كان المتصدّق قويّا يجد من نفسه قوّة الصبر على المضايقة فيستحبّ له التصدّق بالجميع، و إلاّ لم يستحب، بل يستبقي لنفسه ما يتعلّل به(٤).
إذا عرفت هذا، فإنّه يكره التصدّق بالشيء الرديء و ما فيه شبهة؛ لقوله تعالى: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ (٥).٢.
١- سورة الفرقان: ٦٧.
٢- الفقيه ١٤٨/٣٥:٢.
٣- الفقيه ٣٩:٢-١٧٣/٤٠، و ما بين المعقوفين أثبتناه منه.
٤- العزيز شرح الوجيز ٤٢٠:٧-٤٢٢، روضة الطالبين ٢٠٣:٢.
٥- سورة آل عمران: ٩٢.