الكراهة الشديدة؛ لما في ذلك من التعرّض للحاجة و سؤال الناس، و هو شديد الكراهة. و هو أحد وجوه الشافعيّة(١) ؛ لقوله تعالى: وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ (٢) و قال تعالى: وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا (٣).
و لما رواه العامّة أنّ رجلا جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمثل البيضة من الذهب و قال: يا رسول اللّه، خذها فهي صدقة و ما أملك غيرها، فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، إلى أن أعاد القول مرّات، ثمّ إنّه أخذها و رماه بها رمية لو أصابته لأوجعته، ثمّ قال: «يأتي أحدكم بما يملك فيقول: هذه صدقة ثمّ يقعد يتكفّف وجوه الناس، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى»(٤).
و من طريق الخاصّة: ما رواه ابن بابويه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال:
«أفضل الصدقة صدقة عن(٥) ظهر غنى»(٦).
و عن الصادق عليه السّلام قال: «ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر، و قال اللّه عزّ و جلّ: يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (٧) و العفو: الوسط، و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ٩.
١- العزيز شرح الوجيز ٤٢١:٧، روضة الطالبين ٢٠٣:٢.
٢- سورة الإسراء: ٢٩.
٣- سورة الفرقان: ٦٧.
٤- سنن الدارمي ٣٩١:١، سنن أبي داود ١٦٧٣/١٢٨:٢، صحيح ابن خزيمة ٤: ٢٤٤١/٩٨، المستدرك - للحاكم - ٤١٣:١، السنن الكبرى - للبيهقي - ١٥٤:٤ بتفاوت فيها، و ورد نصّه في العزيز شرح الوجيز ٤٢١:٧.
٥- في النّسخ الخطّيّة و الفقيه: «على» بدل «عن».
٦- ثواب الأعمال: ١٥/١٧٠، الفقيه ١١٥/٣٠:٢.
٧- سورة البقرة: ٢١٩.