الشهور، و جعل لمن تطوّع [فيه](١) بخصلة من خصال الخير و البرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض اللّه عزّ و جلّ، و من أدّى فيه فريضة من فرائض اللّه عزّ و جلّ كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، و هو شهر الصبر، و إنّ الصبر ثوابه الجنّة، و هو شهر المواساة، و هو شهر يزيد اللّه فيه رزق المؤمن، و من فطّر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند اللّه عتق رقبة و مغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له: يا رسول اللّه ليس كلّنا يقدر على أن يفطّر صائما، فقال: إنّ اللّه تبارك و تعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم من لم يقدر إلاّ على مذقة(٢) من لبن يفطّر بها صائما، أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك، و من خفّف فيه عن مملوكه خفّف اللّه عزّ و جلّ عليه حسابه، و هو شهر أوّله رحمة، و وسطه مغفرة، و آخره إجابة و العتق من النار، و لا غنى بكم فيه عن أربع خصال: خصلتين ترضون اللّه بهما، و خصلتين لا غنى بكم عنهما، أمّا اللّتان ترضون اللّه بهما فشهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي رسول اللّه، و أمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما فتسألون اللّه فيه حوائجكم و الجنّة، و تسألون اللّه فيه العافية و تتعوّذون به من النار»(٣).
مسألة ٥٣: المديون و ذو العيال الذين يلزمه نفقتهم لا يستحبّ له التصدّق،
بل صرف ذلك في الدّين و النفقة أولى، و ربما يقال: يكره إلى أن يؤدّي ما عليه(٤).
و أمّا إذا فضل عن حاجته و حاجة عياله هل يتصدّق بجميعه ؟ الأولى:
١- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
٢- مذقة: طائفة من اللبن الممزوج بالماء. لسان العرب ٣٣٩:١٠ «مذق».
٣- الفقيه ٥٨:٢-٢٥٤/٥٩، و نحوه في الكافي ٦٦:٤-٤/٦٧، و التهذيب ٤: ١٥٢-٤٢٣/١٥٣.
٤- كما في العزيز شرح الوجيز ٤٢٠:٧، و روضة الطالبين ٢٠٣:٢.