__________________
مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد .. لسبع خلون من ذي القعدة .. إلى أن قال : ولدت في سنة تسع وأربعين ومائتين.
وقال الشيخ في رجاله : مات سنة ٣٣٢.
وقال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين : ٢٩ (صفحة : ١٣٨ من الطبعة المحقّقة) : وممّا (نسخة بدل : ما) رواه لي أبو طالب الأنباري ، وما رواه لي أبو الحسن ابن داود رحمه اللّه ، عن أبي القاسم بن قوني ، عن ابن فضّال ، وروى لي ابن المغيرة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث : إنّهم سبعة عشر رجلا ، إلاّ أنّه لم يذكر أسماءهم ، وما يتّهم في معرفته ولا شكّ في علمه.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ ٥٥/٣ برقم ٤٩ : ابن عقدة حافظ العصر ، والمحدّث البحر ، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ، وكان أبوه نحويا صالحا يلقّب ب : عقدة. حدّث أبو العبّاس ، عن أبي جعفر بن عبيد اللّه المنادي ، والحسن ابن عليّ بن عفّان ، ويحيى بن أبي طالب ، وعبد اللّه بن أبي مسرّة المكي ، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي ، والحسن بن مكرم ، وعبد اللّه بن أسامة الكلبي .. ، وأمم لا يحصون.
وكتب العالي والنازل والحقّ والباطل ، حتى كتب عن أصحابه ، وكان إليه المنتهى في قوّة الحفظ ، وكثرة الحديث ، وصنّف وجمع وألّف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة ، ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه ، ولو صان نفسه وجوّد لضربت إليه أكباد الإبل ، ويضرب بإمامته المثل ، لكنّه جمع فأوعى ، وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدرّ الثمين ، ومقت لتشيّعه! .. إلى أن قال بسنده : .. أنا [أخبرنا] ابن عقدة ، أنا عبد اللّه بن الحسين بن الحسن الأشقر ، سمعت غنام بن علي ، سمعت سفيان يقول : لا يجتمع حبّ عليّ وعثمان إلاّ في قلوب نبلاء الرجال.
قلت : ما يملي ابن عقدة مثل هذا إلاّ وهو غير غال في التشيّع ، ولكنّ الكوفة تغلي بالتشيّع وتفور ، والسني فيها طرفة ، قال الوزير ابن الفضل بن خنزابة : سمعت الدارقطني يقول : أجمع أهل الكوفة أنّه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ [منه] .. إلى أن قال : قال الحاكم ابن البيّع : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : ما رأيت لحديث الكوفيين أحفظ من أبي العبّاس بن عقدة.